فجعنا صبيح يوم الثلاثاء الـ5 من شهر يناير الجاري بنبأ وفاة الصديق الوفي والأخ الصادق الصدوق الدبلوماسي رجل الأعمال “التشادي” السيد “روزي فيديبو Rosie Fedibo ” فكان وقع النبأ اليم ، وافته المنية وهو منهمكا ومستمرا في أعماله الخيرية التي عهدناه ولا نزكيه على الله ، والله حسيبة ، غير أن ما شدني حب الناس له في بلد غير بلده وفي مجتمع غير مجتمعه ، تلقينا منذ النبأ المؤلم عشرات التعازي المعبرة عن الحزن والأسى على فقد هذا الرجل الشهم – عليه رحمة الله – وأول وأهم ما لمست أن عائلتي الكبيرة ال بكر محمد برناوي الشهير والمكني بـ”جفالي” ، ظهر عليهم علامات الحزن والأسى وشعور اليتيم الذي فقد والده من جديد وكان الراحل له عمق في أنفسهم جميعا
فلا غرابة أن نحزن نحن “ال جفالي” على فقد هذا الرجل الشهم فهو منذ وفاة الوالد – يرحمه الله- في العام 1419هـ وهو لم ينقطع ولن يبعد عن العائلة ، كان بمثابة الأخ والعم والصديق والخليل في الله لمدة عقدين من الزمان ، كان دائم الحضور في موسمي الحج وعمرة رمضان ورغم بحبوحة العيش الذي يتمتع بها إلا أنه كان يتخذ من منزلنا الكبير منذ حيات الوالد –يرحمه الله – وحتى بعد وفاته منزلا له ولا يمكن أن يكون ضيفا على أحد سوانا رغم معارفه العديد وصدقاته الواسعة ، وقدرته المالية
كان يشاركنا في الأفراح والأتراح لم يبخل قط علينا بالنصيحة وإصلاح ذات بيننا كعائلة ، شبابنا من حوله كالأبناء حول ابيهم ، يعاملهم بحميمة بالغة يشهد لها القاصي والداني ، وكبارنا يعاملهم كأخوة وأصدقاء ، وبناتنا واخواتنا واولادنا يلقون منه معاملة الأب والأخ
كانت يده ممدودة لكل من قصده وعرفة واقترب منه ، يعطي بسخاء ولا يرد سائل ، يتولى رحلة الحج كاملة بقافلة من عائلتنا والأحباب والأصدقاء والمعارف في كل عام ، ينفق بلا حساب يؤمن السكن والمواصلات والإعاشة لكامل رحلة الحج ، وهو لا يبتغي من عمله هذا إلا وجه ربه ، أحسبه كذلك والله حسيبه
وفي وضعه الاجتماعي الظاهر لنا يتعامل مع زوجته الفاضلة السيده “نعمات” بحميمة ويمنحها المساحة الكافية لتربية أبنائها والإحسان إلى الآخرين من أقرانها من النساء ، يهتم بأبنائه ويحرص على تعليمهم ، قائما على تربية أخواته وكبيراً وشيخاُ لقومه ، وفي لهجة قبيلته “القران” اسمه “روزي” يعني الرجل الغني فهو كذلك غني بأخلاقه وكرمه وسخائه
وقفاته معنا في التحديات التي كانت تواجهنا في عملنا بخدمة حجاج بلاده لن تنسى ، كان سدا منيع وسندا قويا لنا
“روزي” كان طلق الوجه باش المحيا ، الابتسامة لا تفارقه ، يجيد التعامل مع الشباب باحترافية ويدخل قلوب الكبار بسرعة
“روزي” رحل إلى ربه وهو ينفق ويحسن إلى الاخرين ويعمل الخير في صمت انتقل إلى جوار ربه ، وهو قادرا سبحانه وتعالى أن يشمل هذا الرجل برحمته الواسعة ، فقلوبنا حزينة على فراقك “روزي” أيها العزيز





التعليقات 1
1 ping
زائر
10/01/2021 في 6:48 م[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويغفر له ويفتح له ابواب الجنان