كُلٌّ لَهُ يَوْمٌ يَجِيءُ فَيَذْهَبُ
يَا أَيُّهَا السَّاهِي أَمَا تَتَأَهَّبُ
تَطْوِي لَنَا الْأَيَّامُ صَفْحَةَ عُمْرِنَا
مَاذَا عَسَى فِيهَا يُسَطَّرُ يُكْتَبُ
وَالرَّاحِلُونَ تَوَحَّدَتْ غَيْبَاتُهُمْ
لَكِنَّهُمْ شَتَّى لِكُلٍّ مَذْهَبُ
كُلٌّ لَهُ ذِكْرٌ يَلِيقُ بِسَعْيِهِ
هَلْ تَسْتَوِي شَمْسُ النَّهَارِ وَغَيْهَبُ
مِنْهُمْ لَهُ ذِكْرٌ كَلَمْحَةِ بَارِقٍ
وَالْبَارِزُونَ شُعَاعُهُمْ يَتَشَعَّبُ
طُوبَى لَهُمْ رَحَلُوا وَأَبْقَوْا خَطْوَهُمْ
وَكَأَنَّمَا ظِلٌّ لَهُمْ لَا يَذْهَبُ
للهِ دُرُّهِمُ وَدُرُّ صَنِيعِهِمْ
وَلَهُمْ شُهُودٌ لَا تَضِلُّ وَتَكْذِبُ
وَاللهُ يَشْهَدُ وَالْمَلَائِكُ بَعْدَهُ
وَالنَّاسُ تَشْهَدُ وَالشَّهَادَةُ مَطْلَبُ
تَدْعُو لَهُمْ قَبْلَ الشِّفَاهِ خَوَافِقٌ
وَالْقَلْبُ يَحْزَنُ وَالْمَدَامِعُ تُسْكَبُ
للهِ مِنْ سِيَرِ الْكِرَامِ فَإِنَّهَا
شُعَلٌ تُضَاءُ بِعِطْرِهَا يُتَطَيَّبُ
وَمَعَالِمٌ لِلسَّيْرِ فِي سُبُلِ الْهُدَى
وَكَأَنَّهَا زَادٌ حُدَاءٌ يَطْرِبُ
يَا رَبِّ فَاجْزِي بِالْعَطَاءِ عَطَاءَهُمْ
فَلَأَنْتَ أَكْرَمُ يَا كَرِيمُ وَتُوهِبُ
وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْ إِلَهِي ضَعْفَهُمْ
وَاجْعَلْ جِنَانَ الْخُلْدِ فِيهَا الْمَشْرَبُ