امتدادا لنشر الثقافة والأدب وتشجيعا للقراءة عقدت مكتبة ‘عالم القراء” اللقاء الحضوري الإثرائية الرابع، والذي تقيمه لمحبي القراءة ومشجعيها وأرباب الثقافة والأدب وذلك يوم الإثنين نهاية كل شهر ميلادي، وكان هذا اللقاء تحت عنوان ” ما هي معايير الثقافة.. ومن يحدد ذلك؟ “بدأ النقاش بطرح مدير الأمسية حامد العباسي السؤال السابق، وعن نشأة الثقافة، ومفهومها، ومن له الأحقية في إطلاق كلمة “ثقافة” سواء على المؤسسات أو الأفراد ثم تم ذكر بعض المؤسسات المقترنة بكلمة “ثقافة” ومشتقاتها، وعن أحقية هذه المؤسسات في حصر الثقافة بمفهومها الواسع عليها أو على مرتاديها فقط.
ثم بدأت النقاشات والمشاركات من الحضور، حيث تساءلت عفة علي ، كانت الثقافة تقاس بعدد سنوات القراءة، أم بعدد الكتب التي قرأها المثقف، أو كتبها، أو أسمائها.
وهنا التقط الكلام ياسر البركاتي ليجيب من وجهة نظره قائلا: أن الثقافة في الغالب عرفت منذو بدء الخليقة، ثم تم حصرها بين الأدباء والكتاب والشعراء ومن في حكمهم، وإطلاق الألقاب والصفات الخاصة بالمثقفين دون غيرهم، وهذا أدى بالتالي إلى حرصهم على هذه الألقاب والصفات والمسميات مما جعلهم في حرص دائم للحفاظ عليها وذلك بسيهم على التجمعات واللقاءات والأنشطة الثقافية وقد تنظوي تحت مظلة مؤسسة ثقافية ما، أو بدونها، واضاف : أن الثقافة لا تندرج تحت نوع واحد من العلوم أو قسم معين أو جهة، فهي أشمل من ذلك بكثير.
بينما أبدى فهد شقل رأيه الذي قال فيه: أنني أجد المثقف هو قارئ الكتب أو مؤلفها فقط !.
ليجيبه ياسر من وجهة نظره بأن الثقافة ليست في الكتب فقط، فقد يكون هناك شخص أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولكن لديه من الثقافة والعلم الكثير، وذلك إما عن طريق خبرة مكتسبة من عده أجيال، أو عن طريق الإنصات والاستماع.
وشاركت دينا بقولها: بأن المثقف يُعرف عند سؤاله، فهو إما أن يجيبك بصدق ناجم عن معرفة واطلاع، وإما أن يعتذر لك عن
الإجابة معترفا بعدم علمه بهذه المعلومة، وأنها واجهت أشخاصا في حياتها، ممن يحسبون على الثقافة، حيث يجيب على كل سؤال، ويدّعي العلم والمعرفة بكل جانب، حتى لو لم يكن كذلك.
وقال ثابت حامد أنه يرى أن الثقافة لا تنحصر على علم معين، بل قد تجدها في ثقافات الشعوب عند ترحالك، منها ما يتمثل في عزف موسيقي معين، أو رقصات مختلفة، أو لهجات معينة، أو أطعمة وأشربة اشتهرت بها بلدان ما، أو أبنية ومزارات اشتهرت بها حضارات في مختلف أرجاء العالم،
وخلص النقاش إلى أن مفهوم الثقافة هو تنوع المعلومات في شتى المجالات، وليس شرط الإلمام بها كليا، وأن تعامل الشخص المثقف مع من حوله هو الذي يرقى به إلى أعلى مراتب الثقافة والأدب، وأن أخلاقه وحسن تعامله يجبر الجميع على تلقيبه بمثقف بكل جدارة واقتدار.