يمر رمضان الكريم من هذه السنة بحدث يعني لعدد من موظفي ارامكو السعودية والكثير من موظفي الأمن الصناعي وهو قرار الرحيل الذي اتخذه الاستاذ عادل بن فهد الوهيب وهو انتقال للأعلى من المهام والمشاريع في تاريخ مسيرته الحافلة بالإنجازات والتحديات
يأتي رحيل ابوفهد عن شركتنا الجميلة بعد ما انجز أهم مشروعين يمسان حياة كل موظفي أرامكو السعودية وعوائلهم وكذلك المقاولون وهما مشروع الإصدار الذاتي للبطاقة وتطبيق Mysecurity والذي يتم من خلاله إصدار البطاقات وتصاريح الدخول الرقمية وكذلك مشاريع أخرى لايتسع المقام لحصرها
لم يكن ابوفهد ظلٌ عابر او فيءُ ساعة بل كان ربيعاً دائماً وكان كالغيث أينما حل نفع ويشهد على ذلك جهوده الدائمة على التطوير والتحسين في جميع الإدارات والمشاريع التي تولاها وخَرَّج من خلالها قادة يُشار لهم بالبنان فهو دائم الشغف بإنشاء فرق العمل وبناء قادة قادرون على التحدي فكان يختار من حوله بعناية فائقة وكأنهم شركاء العمر يعيش معهم اللحظة داخل وخارج العمل ولذلك فإن جائزة رئيس الشركة للتميز التشغيلي التي حصل عليها ابوفهد لم تكن صدفة ولم تأتي من فراغ والمنافسون له كانو من أكبر وأعتى إدارات ارامكو السعودية كالإنتاج وحفر الآبار والغاز والمصافي ومع ذلك أثبت ابوفهد وفرق عمله أنه رقم صعب وحصان الرهان وبينما تميز كثير من القادة بأنهم مبدعون تميز عنهم ابوفهد بأنه خلاق بحيث يخلق الفكرة والإبداع بشكل غير تقليدي وبمضمون جديد كلياً وهذه إحدى أهم صفاته بحيث أنه لايمكن أن يسير في الطريق القديم الذي ورثه من سالفيه بل يصمم وينفذ الطريق كما يراه هو وذلك بسبب عشقه الدائم للجودة والإبتكار عشقٌ بلا حدود وتحدي دائم للذات وللمتميزين وهذا الشي اتعبه كثيراً وأتعب فرق العمل التي عملت معه كما ويُتعب من بعده بحيث أنه يغطي بإبداعاته جميع النواحي ولايترك لمن بعده إلا فرصاً ضئيلة وهو مايجعل خلفه مكشوف أحياناً وعاجزاً عن تقديم أي جديد يُذكر والشواهد كثيرة
المقربين من ابوفهد يعرفون العروض التي انهالت عليه ولم تتوقف بعد ادائه الرائع والمميز في جامعة الملك عبدالله وهي تجربة جعلت من القائد المغامر قائداً ثرياً بالمعرفة وأسماً لامعاً يتحدى المهندسين أصحاب الخبرة خصوصاً إذا توفرت المصادر فهو يعرف جيداً وبإمتياز كيف يطبق العادات السبع على أرض الواقع
سيبقى ابوفهد الشجاع الوفي الذي اوفى وساند جميع من كان معه في فريق عمل حتى بعد رحيله وسيبقى القلب الأنظف حتى مع مخالفيه وسيبقى أستاذ الجميع وأحد أهم المدارس العملية التي مرت علينا تاركاً بصمات ستعيش مع الأجيال لفترة من العمر
همسة :
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
في أمان الله يابوفهد وفيت وكفيت وعسى الله أن يعلي مراتبك دنيا وآخرة
مُحبك . عبدالرحمن