ما اضعفك يا ابن آدم لديك قلب رقيق، احساس مرهف، قد تتفوت درجاته من حيث القوة والضعف، ولكنك لازلت ضعيفا أمام كل شي.
تستمد قواك من خالقك فلا حول ولا قوة الا بالله ، منه نستطيع أن ننهض من جديد بهمة عالية وروح نشطة في كل ميادين الحياة من علم، وتربية وفن وأخلاق. ومع ذلك لاتزال طائفة هناك قد عماها الكبرياء والغرور والغطرسة مثلما قال قارون (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي).
اما العالم حقيقة والمتعمق في العلم بفهم وادارك وفتح من الله تجده تنطبق عليه هذه الآية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ، فكلما اجتهدت بإخلاص وإتقان لله كلما زاد فتح الله عليك ونوره وبركاته واستشعرت المعاني العميقة.
يا ابن آدم لو تعلم مدى حجم الكرة الأرضية التي تعيش فيها بالنسبة للمجرات الفلكية لكفاك استشعارا بعظمة مخلوقات الله ودلالتها على عظمة الخالق.
لو تعلم قدرته على سماع أنين الجرحى والمرضى والسائلين والراكعين والساجدين من مختلف البقاع في وقت واحد لكفى.
لو تعلم لو تعلم هنالك الكثير من الأدلة النبوية والنصوص القرآنية التي تجد نفسك معظما له بالقلب قبل اللسان سبحانه.
ولكن تحتاج إلى تدبر القلب وتفكره والتبحر في علوم وأسرار القرآن وجواهره وخاصة ونحن حديثي عهد بالقرآن بعد رمضان فمازالت القلوب صافية عذبة.