خُضْتُ فِي حَياتِي خِلَالَ 6 عقود تجارب عديدة في المجال الكشفي ، والرياضي ،والاجتماعي ، والثقافي ، والشبابي ، والإعلامي ، بداية من الحي ثم في المجتمعات الأخرى ، رحلت وارتحلت ، وتجولت على بلاد العالم ، تنقلت بين مناطق ومدنى وقرى وهجر بلادي المملكة العربية السعودية ، واكتسبت صداقات بدون حدود والتقيت بأخوة لم تلدهم امي .
والولايات المتحدة الامريكية أخر محطاتي، لكنها محطة مختلف جدا ففي وسط غرب هذه البلاد المترامية الأطراف بالتحديد في ولاية الينوي ثالث أكبر ولايات أمريكا خضت تجربة مثيرة ، تركت في نفسي أثرا كبيرا ، ففي الشمال الشرقي من تلك الولاية مدينة شيكاغو الحالمة ، التي تعد أكبر ثالث مدينة بالولايات المتحدة الامريكية ، سكنت ضمن أكثر من 10 ملايين نسمه تعج بهم هذه المدينة الراقية ، والتي تعد أحد أكبر مدن العالم وأكثرها احتضانا لجميع جنسيات العالم ، وتنوع اعراق قاطني هذه المدينة سببا في إثراء تجربتي ، لأني لم أجد صعوبة في التأقلم كوني ولدت ونشأت وترعرعت في مدينة تتميز بحضور عالمي منفرد ، يأتي اليها عشرات الملايين من البشر ومن كل العالم وبمختلف الأعراق انها مكة المكرمة ، كما اضافت إلى رصيد صداقاتي معارف جديدة وعايشت أخوة من مرافقي المبتعثات ، والابناء المبتعثين والبنات حتى الاخوة المغتربين من العرب والجنسيات الأخرى
وعندما انتقلت إلى محطة أخرى في نفس البلاد وهذه المرة إلى واشنطن العاصمة ، والتي كانت مختلفة تماما ، فأصبت بصدمة كوني عانيت في البداية من أجواء العواصم التي تتسم بالرسمية كونها منطقة عمل ، وبعد نصف عام من الزمن استقريت في فريجينا القريبة من العاصمة واشنطن بالتحديد في “ارلنتغتون” الجميلة ، وما زاد جمالها أنني التقيت بمجموعة من أبناء وطني الأعزاء ، ومن الاخوة العرب الاشقاء جعلوا الحياة في هذه المنطقة أكثر جمالا ، والصدفة جمعتني بزميل الشباب الدكتور حسن حلوني بعد انقطاع دام لنحو 3 عقود من الزمن ، فكان لقاءً ثريا للغاية ، دعاني إلى منزله العامر وتناولنا “الدبيازة ” المكية، و”المعصوب” الحجازي ، و”الفول المدخن” المكاوي ، مع الخبر البلدي “الحب” فكان طعاما لذيذا للغاية ، ووجدت “أبا أحمد” كما هو منذ أن عرفت مبتسما طيبا كريم الخصال ، فكانت قهوتنا مع “المعمول” البيتي اللذيد ، فتحية إلى أبناء وطني الذي اضفوا على تواجدي هنا لمسة ارتياح حتى باتت الغربة منحة وارتياح ، ففي ارلنتغتون بفرجينا والعاصمة واشنطن الآن أخوة لي لم تلدهم امي
pv03025@