أكد خبير السياسة الامريكية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا المدير التنفيذي لمعهد كويزار الدولي بواشنطن العاصمة “السعودي” الدكتور زياد الشمري أن التغيرات الاجتماعية هي التي تخلق التغيرات السياسية ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “واشنطن” تريد العودة للهيمنة على العالم خصوصا الشرق الأوسط جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “علاقات دولية ، الوجود الجديدة” الذي بث مباشرة عبر قناة 24 الفرنسية الفضائية مع المذيع المتألق عادل قسطل وضيوفه من القاهرة نائب مدير مركز “رع” للدراسات الاستراتيجية ” وخبير الامن القومي الدكتور أكرم حسام ، ومن برلين المتخصص في العلاقات الدولية الدكتور علي العبسي
المستقبل السياسي يتطلب دراسة المستقبل
وقال “الشمري” : المستقبل يتطلب منا دراسة المستقبل ، وواشنطن تريد إعادة الهيمنة على أغلب الملفات خصوصا في الشرق الأوسط ” مؤكدا أن تغيير النظام الحكومي في إسرائيل مرحبا به من قبل “بايدن” وهذ يخدم مصالح الحزب الديمقراطي في قضية فلسطين وسعيهم في ارجاع نوع من الهيمنة على هذا الملف الهام ، مشيرا إلى أتصال حكومة واشنطن بقيادة بايدن بالحكومة الإسرائيلية الجديدة
إدارة “بايدن” تسعى لتعديل شطحات سلفه “ترامب”
وبيّن “الشمري” أن اهتمام الحكومة الامريكية بملف القضية الفلسطينية يبعث رسائل عدة تاتي في مقدمتها تقوية وتعزيز العلاقات بين “واشنطن” و” تل أبيب ” ، إلى جانب إعادة السيطرة الامريكية التي فقدت على عهد السلف “ترامب” على الملف الفلسطيني الإسرائيلي ، وإعادة القوة إلى المفاوضات بين الطرفين بغض النظر عن نتائج مستقبلية منتظرة
تعاطف شعبي امريكي تاريخي بالقضية الفلسطينية
وأوضح “الشمري” أن من اصعب الأمور في السياسة أن تقرأ المشهد العام وتحلل وتتنبأ بالمستقبل ، مشيرا إلى أنه وللمرة الأولى في الولايات المتحدة الامريكية الجانب الاجتماعي يؤثر في صنع القرار بشكل لافت وخاصة في البيت الأبيض ، مبينا أن الشعب الأمريكي ولأول مرة في التاريخ وبغالبيه قصوى يظهر تعاطفا حادا ودعما ملحوظا نحو فلسطين وقضيتها
“العلوم والدبلوماسية” نهج الحكومة الامريكية القادم
وأشار “الشمري ” أن الظروف الحالية في أمريكا تؤكد أن إدارة “بايدن” ستطبق علم ” Science and diplomacy ” على الملف الفلسطيني الإسرائيلي ، وقال : أن “واشنطن” تتفاوض مع “تل أبيب “على ثلاث ملفات مهمة الان هي :الملف الفلسطيني ، وملف النووي الإيراني ، والملف السوري ” ، مؤكد أن الملف الفلسطيني هو الأهم في اختبار إدارة الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة ” بينيت ” ونظيره في الحكومة الامريكية بقيادة “بايدن”
الامريكان متفائلون للوصول إلى اتفاق نووي مع إيران
وبين “الشمري” أن وجود الحزب الديمقراطي على سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية وتقوية العلاقات الامريكية مع الاتحاد الأوربي ، ووصول حكومة جديدة إلى السلطة الإيرانية في طهران ، تعطي دلاله أن الامريكيان متفائلون للوصل إلى اتفاق نووي مع ايران
ايران تسعى لاستراتيجية جديدة وتعمل على إزاحة العقوبات
وبين “الشمري” اعتمادا على معلوماته الخاصة كمهتم بشأن الشرق الأوسط أن المرشد الايراني “علي خامنئي” هو الذي يسعى لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب وهذا دليل قاطع على أن ايران سوف تسعى إلى استراتيجية جديدة تعتمد على الاستفادة من الاتفاق الصيني الإيراني ، والسعي إلى الوصول إلى الاتفاق النووي الإيراني لتقوية الاقتصادي وازاحة العقوبات الامريكية على ايران
العقوبات الامريكية على ايران “اسفنجية”
ونعت الشمري العقوبات الامريكية على ايران بــ”الإسفنجية” كونها لم تؤثر على الأسلوب الإيراني بالتحرك في المنطقة ، مؤكدا أن عدد من العواصم العربية محتله من قبل ايران رغم ما يفرض عليها من عقوبات ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن استراتيجية ايران المستقبلية سيتولى بناءه المتشدد المنتخب ” إبراهيم رئيسي” ومصالحها مع الصين والعالم العربي وحتى إسرائيل ، إضافة إلى الجنوب الأمريكي وهو المرشح لمنصب المرشد الأعلى في بلاده
إدارة “رئيسي” تسعى لكسب ثقة الشعب الإيراني
وأكد الشمري في حالة نجاح الإدارة المتطرفة في الحكومة الإيرانية في بناء الاستراتيجية الجديد حتما سيكسب تايد الشعب الإيراني كونه خلصهم من ملفات شائكه ضد بلادهم ، وتسعى الإدارة الجديد إلى الحصول على تعهد مكتوب من الإدارة الامريكية بعدم المساس بالاتفاق النووي من قبل أي حكومة تصل لسدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية مستقبلا
ادعو العرب بالعمل على دراسة المخاطر المستقبلية
ودعا “الشمري” العالمي العربي بضرورة دراسة هذا التغيرات والتحولات في سياسة ايران مع اوربا وامريكا والعالم بعقول عربية عربية تسعى لتحقيق مصالحها بشكل واعي لتفادي المخاطر في المستقبل ، عبر مطبخ سياسي يعد الأمور بروية وحكمة
السعودية الوحيدة التي واجهة كورونا بثبات لا نظير له
واختتم الشمري حديث بعبارة دارجة “اتفق العرب على أن لا يتفقوا” ردا على سؤال المحاور عن جائحة كورونا COVID-19 واثرها على العالم اجمع دون استثناء وقال : أن الدول الوحيدة في العالم والتي لم تتغير مواقفها وسياساتها الداخلية الخارجية وبرامجها الصحية والاجتماعية ودعمها اللوجستي لأشقائها واصدقائها حول العالم ، والعنابة بمواطنيها والمقيمين على ارضيها هي المملكة العربية السعودية ، مؤكدا انها تقود العالم العربي والإسلامي إلى جانب ماتقدم للجميع، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جائحة كورونا COVID-19 هي فرصة لكشف الوجه الحقيقي للعالم الأول ، وظهور فشله الذريع في مواجهة الجائحة تاتي في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ، وبريطانيا ، وفرنسا ، والهند والبرازيل وغيرها ، وكورونا اثبت أن تلك الدول ليست لديها استراتيجية لمواجهة مثل هذا الامر ، لكنه عاد وأكد أن دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج استطاعت ان تتعامل مع الجائحة بشكل جيد







