“سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل افضل” وعدَ فشمل وعده من هم احياء ومن هم سيحيون على هذه الأرض الطيبة, انه السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله, قابوس النظرة الثاقبة والفكر المتقد, قابوس الأب والقائد.
رغم ان خطابه السامي الأول كان في الثالث والعشرين من يوليو من العام 1970 إلا أن صداه يتردد في قلوبنا -لا في اذاننا- حتى يومنا هذا, رغم اني وغيري كثرٌ لم نشهد ذلك الخطاب فمواليد ذلك العام هن امهاتنا اليوم, إلا اننا نستشعره وكأن جلالته -رحمه الله- قد القاه امامنا وبحضورنا, وليس ذلك إلا دليلٌ على صدقه واخلاصه وأنه وعد فكان وعده حقا.
سيدي قابوس نحن لسنا سعداء فقط لمستقبل افضل بل اصبحنا سعداء ونزهو بماضٍ افضل وحاضرٍ اجمل ومستقبل مشرق, نقف اليوم على ذكرى ذلك اليوم المجيد الذي تناقله اباءنا واجدادنا وقبلهم شهدناه فيكم, في ملامحكم التي كانت تأبى الا ان تكون صُلبة لتحقق ذلك الوعد, لم نكن ندرك انكم تنزفون من اعماركم لنحيا كراماً اوفياء, لم نكن ندرك مقدار تعبكم وجهدكم, كنا نتغنى بكم ونسعد برؤيتكم بل ننتشي فرحاً دون ان نعي ان تلك الوقفة الشامخة خلفها جهدٌ مضني و قلب حمل بداخله كل فرد على هذه الأرض الطيبة وعقل يستشرف المستقبل.
صوتٌ للنهضة نادى كما وصفه الطائي هو صوتكم الذي لازال يتردد في كل زاوية من زوايا عمان وفي كل نبضٍ في اجسادنا, هو صوتكم الذي استشعرنا من خلالة اننا شعبكم العزيز, شعبكم الوفي الذي سيبقى كما عهدتموه وفياً لكم مخلصا, واثقاً بكم سائراً على نهجكم, محتمٍ بجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-, صوتكم الطاهر كطهر الغيث الذي وان غيبه الفقد, سيبقى في اذاننا يصدح.
الثالث والعشرون من يوليو ستبقى شاهداً على عزة عُمان ورفعتها ونهضتها العصرية التي كان الإنسان العماني محورها وستبقى شاهداً على حُبٍ فطري ولد فينا, هو حب السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- كم نفتقدك سيدي ونفتقد اطلالتك الشامخة التي تبعث فينا الحياة, كم اغرورقت اعيننا فرحا لمجرد ذكركم او سماعنا للسلام السلطاني والأن باتت تبكيكم الماً وفقدا, رحمكم الله بقدر ما تلهج الستنا بالدعاء لكم وبقدر ما تكنه قلوبنا من حب وشوق لكم.
وفي هذه الذكرى نحن من نعدكم بأن نقف صفا واحدا لحفظ عمان وصونها مثمنين ما حققتموه جلالتكم رحمكم الله وما يسعى إلى تحقيقه جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه, فعمان رئة نتنفس بها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*إعلامية عمانية
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
Alrawahi
23/07/2021 في 6:53 م[3] رابط التعليق
الاستاذة خديجة صاحبة القلم الرائع دائما تبدع في
كتابة المقالات والنصوص وروايات
مبدعة ربي يوفقها
ورحمة الله على مولانا صاحب الجلالة الاب الحنون الذي قلوبنا لن تنساها وسيظل الاب الذي تفقدهُ الامة العربية والعالم كلها رحمة الله عليك يارب❤️
Sharouq
24/07/2021 في 4:26 م[3] رابط التعليق
وعد فأوفى.. رحمه الله
مقال معبر جداً عن حالنا (كعمانين) وشعورنا تجاه فقده .. ونجاه هذا اليوم الذي نقل به عمان من الظلام الى النور.
سلمت هذه الأنامل على ما كتبت..
Khadija
23/07/2021 في 7:12 م[3] رابط التعليق
نحن لسنا سعداء فقط لمستقبل افضل بل اصبحنا سعداء
سلمت الأنامل التي سطرت هذا الأحساس الشجي .. لقد أبدعتى بهذه السطور
اللهم اجعل والدنا السلطان قابوس بن سعيد من الضاحكين المستبشرين الغارسين من ثمار جنتك ومن الشاربين من حوض نبيك محمد ﷺ
7Khadija
23/07/2021 في 7:50 م[3] رابط التعليق
(نحن لسنا سعداء فقط لمستقبل افضل بل اصبحنا سعداء)
سلمت الأنامل التي سطرت هذا الأحساس الشجي .. لقد أبدعتى بهذه السطور
اللهم اجعل والدنا السلطان قابوس بن سعيد من الضاحكين المستبشرين الغارسين من ثمار جنتك ومن الشاربين من حوض نبيك محمد ﷺ