“رشاش”
ماضٍ تخُطُّه أقلام الحاضر..
أحبَّائي .. أصدقائي .. عودًا حميدًا ، وكلُّ عام والجميع بخير .
ومن ثَمَّ جزيل الشكر أُهديه لصحبيَ الكريم المضطلع على جديد إنتاجات الحركة الفنيّة على صعيد عربيِّ وآخر َ محليّ .
والذي نقل إليَّ تجربته في مشاهدة العمل السعودي الحديث (رشاش).
فغدوتُ بعد الإنصات متلهّفة لرؤيته . وخاصّة أنَّ حلقاته ماتجاوزت الثمانية
(رشاش العتيبي) هو قاطع طريق ظهر في ثمانينيات القرن المنصرم بعد أن سبّب رعبًا في أوساط المجتمع السعودي آنذاك.
قبل أن يواجه مصيره بالإعدام والصلب في إحدى ساحات العاصمة (الرياض) في العام ١٩٨٩م.
وذلك نظير ماقام به من أعمال نهب وسطو مُسلّح على المنازل والمحالِّ التجارية والبنوك ، هو وعصابته المُكوّنة من ستة أفراد بينهم كان شقيق له يصغره في العمر .
وحسب مانقلت الرواية الدرامية ، فإنَّ (رشاش) كان يعمل في الحرس الوطني السعودي ضابطًا برتبة عريف .
إلَّا أنَّ الأهواء والوساوس الشيطانية قد حادتا به عن جادّة الطريق ، فجعلت منه خائنًا لوطنه ومُشكِّلًا للذُعر لأبناء ذلكم الوقت .
وإسنادًا إلى الرواية أيضًا ، أجدُني قد أُعجبت بدور البطولة الذي قام به النجم (يعقوب الفرحان ) كثيرًا
فقد استطاع بفضل استعانته بأدواته اللازمة للقيام بدور صعب كهذا
أن يُوصِل للمُشاهد خليط مشاعر الرهبة والخوف والكُره الذين عاشهم معاصرو تلك الحقبة المُخيفة . فظهر كما لو أنّه الجاني الحقيقي !
العمل كتبته وأعدت له السيناريو الشيخة سهى الخليفة
وكان إخراجه للأجنبي كولن تيغ ..
يُحسب للعمل تسليطه الضوء على الجهود المُضاعفة والمبذولة التي قام بها رجال أمنِنا في ذلك الوقت للإطاحة بعصابة غاشمة روّعت الشعب وأقضّت مضجعه ..
كما أنَّ دقّة التصوير والتفاصيل المتواجدة في المنازل والمقاهي وما عُرض على شاشات التلفاز كانت عناصر قوّة تظافرت وحاكت زمانًا قديمًا بالفعل ..
ومن وجهة نظر مُشاهِدة عربية ” قاصرة ” حبّذْتُ وجود طاقم سعودي أو عربيِّ كامل يستطيع إنجاح العمل بجهده ، دون الحاجة تدخُّلات أجنبية
ولعلَّ تجربة تصوير حادثة الاعتداء على الحرم المكّي الشريف من قبل جهيمان في مسلسل العاصوف بجزئه الثاني ، والتي قام بها (يعقوب الفرحان) أيضًا -مع حِفظ الألقاب- وأخرجها الكبير (المثنى صبح) هي مثال حيٌّ للإخراج العربيِّ الجبَّار لمثل هذه الوقائِع ..
أخيرًا ..
حمى الله البلاد والعباد من شرِّ كلِّ عابث وأفَّاك