لا نشعر بقيمة الأشياء إلا حين نفقدها، لابد وان نترجل عن صهوة هذه الجملة التي طالما كانت لنا سنداً وعوناً في تقبل نقص كنا نعاني منه يتمثل في عدم او قلة إدراكنا لماهية الأشياء وأهميتها من حولنا، فتأتي في مقدمة الأعذار الواهية التي نصطنعها لأنفسنا لنبرر حالة عدم الإحساس بالنعم والشكر عليها، لكي لا نوجه اللوم والعتب إلى انفسنا لتقصيرنا في استيضاح النعم والإحسان إليها، الأمر الذي يحول بين ادراكنا لقيمة الأشياء و منحها حقها المشروع.
لابد وأن نشعر بقيمة الأشياء ونحن نملكها، لنعطي الحياة حقها وندرك بأن ما نملك من نعم هي مكافأة نستحقها ولابد ان نستلذ بها، ليست القيمة بالمادة وليست النعمة بالمال إنما تقاس قيمتها بما تمنحنا من ايجابية واشراقة في الحياة، وبمدى اعانتها لنا لخوض غمار الحياة والمضي قدما حتى نصل إلى وجهتنا الصحيحة وفق امكانياتنا المتاحة التي ما ان نحسن استثمارها حتى نجدها تمخر بنا عُباب البحر وترسوا بنا على بر الأمان والطمأنينة وتحقيق الذات.
احسن لما تملك من نعم ستجدها حينها تُحسن إليك، وتمنحك فوق ما تتمنى وترجو، احسن لعقلك، لروحك، لجسدك واحسن الظن بربك اولاً واخيرا واحسن لما منحك من نعم ظاهرها وباطنها، استشعر ما وهبك الله إياه، تأمل لتصل إلى الحد الذي يمنحك حب ما مُنحت لتحسن إليه فيحسن لك، قد لا ينتهي وجودك بموتك ولكن ينتهي بتعطيلك لنعم انت تملكها ولا تستشعرها فتجدك تتخبط في الحياة دون ان تدرك كيف يمكنك ان تملكها ودون ان تصل الى ذلك الإحساس من السلام الداخلي الذي يجعل من روحك مبتهجة لا ترى سوى الإيجابية ولا تمنح سواها.
احسن لشخص قد يسوقه لك القدر سوقا فيكون لك كالروح حين ترجو البوح، وكالرفيق حين تركن -دون حولٍ منك او قوة- إلى غصنٍ مائل ذي عوج ، ولا تنسى بأنه يحمل من المشاعر كما تحمل، احسن لحياتك بأن تحافظ على من يصمد معك امام مختلف التيارات ويمسك بيدك ليأخذ بها لا ليهوي بك، وكن مدركاً بأن الأرواح تتآلف وتسبر الأغوار وان النفس جُبلت على الحب وان كان ظاهرها القسوة.
كن لحياتك حسن بإثباتها واصلاحها لا بالإستكانة لأصداءٍ تشتتك وتمضي بك إلى حيث لا تعلم ولربما إلى حيث تعلم ولكن لا ترغب فتصبح رهيناً لهواجس لا تنتهي من التحسف والملامة، وإن اخطأت في الخطوة الأولى اقم ذاك الاعوجاج واصلح ما بعده وامضي مطمئنا هانئا فالعمر لحظة قد تغفل عنها وتنسل منك دون ان تشعر حتى اذا ما اخذ منك العمر مأخذاً ادركت بأن عمرك قد فنى دون ان تحسن له، جهز رحالك وقوِّم طريقك واصلح ما افسدت من عمر الزمان، الوقت امامك والمتسع متاح احسن المسير لتحسن الوصول وتتمكن من تحقيق ما تريد وان كان بنظرك قد فات أوانه، راجع نفسك وكن على ثقة بأن لا أوان يفوت امام تحقيقك لما تريد، ومنذ اللحظة فلتكن مُسلَّمَةً لا تحيد عنها بأن تكون لحياتك حسن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أعلامية عمانية
التعليقات 1
1 pings
ابتسام
01/08/2021 في 2:06 م[3] رابط التعليق
كلام جميل سلمت اليد اللي كتبت