يعتبر المعلق حسن بن باقر الهبدان 21 سنة أحد أبناء بلدة البطالية من أميز المعلقين في كرة القدم، وهو ضمن معلقي رابطة التعليق الرسمية بحواري الأحساء، حيث يتولى التعليق على الكثير من المباريات في دورات الحواري، وبدأ مشواره سنة 1438هـ لكنه سرعان ما برز في الساحة وأصبح مطلباً في الدورات.
«الهبدان» يروي لنا عبر «شاهد الآن» قصته مع عشقه الأول منذ البداية حتى يومنا هذا…
# متى وكيف بدأت مجال التعليق؟
ـ بدأت مشواري في التعليق الرياضي سنة 1438هـ، حيث كانت هي الإنطلاقة، وجاء ذلك نظراً لشغفي وحبي للتعليق الرياضي، ومارست ذلك عن طريق شخص كان له الدور البارز في الأمر، ويعود الفضل له بعد الله سبحانه وتعالى ألا وهو المهندس حسين السلامين، وحقيقة رغم حبي وشغفي للتعليق لكني لم أكن مهتماً كثيراً، وكان وقتها هناك مسابقة بإحدى المدارس وعرض علي أن أشارك فيها، بل أنه أكد أنني سأفوز فيها وبالمركز الأول، وهذه المسابقة يشرف عليها رئيس لجنة المعلقين بحواري الأحساء الأستاذ محمد البخيتان، وشاركت فيها وكلي ثقة في نفسي بالفوز، وفعلاً حققت المركز الأول فيها.
# ماذا بعد ذلك؟
ـ بعد الفوز تواصل معي الأستاذ محمد البخيتان وطلب مني الدخول في معترك التجارب مع اللجنة، وكنت واثقاً من النجاح، ولم اتردد لحظة واحدة في قبول الدعوة، وبحكم قربي من المعلق عامر البو حيزة فقد تواصلت معه للاستفادة من خبراته، وبدوره وقف معي وقفة رجل واحد وأكد لي أنني في حال السير بالمسار الصحيح سيكون النجاح حليفي، بعد ذلك علقت على إحدى المباريات الهامة بدورات الحواري وكانت اختباراً حقيقياً وموقف مصيري، وفي الحقيقة البو حيزة يقف مع الكل وكانت قبل المونديال الرمضاني كما يطلق عليه في الحواري، وكما تعلمون فأن الدورات الرمضانية هي المحك الحقيقي لأي معلق ولحظة بروز في الساحة وهي فرصة لذلك، بعد ذلك ومن حظي الوافر أني علقت في دورة نادي الفوارس التي تعد من أقوى وأبرز الدورات بالأحساء بعد تجاوزي للتجربة ولله الحمد.
# ماذا عن تجربتك الأولى بشكل رسمي؟
ـ دورة نادي الفوارس هي التجربة الأولى وأمام جمهور ضخم من نفس المنطقة، وبالتالي أصبحت في موقف صعب للغاية، وشخصياً وضعت أهدافي في المجال وخططي لكي أحقق النجاح، وبالطبع النجاح لن يكون سهلاً إطلاقاً خاصة أنك تعلق مواجهات قوية جداً وأمام جمهور غفير يود للاستمتاع من الجانبين (مباراة مثيرة ومعلق يجيد التعليق لتلك المباراة).
# ماذا عن نظرتك للتعليق؟
ـ في البداية كانت رغبة وغير مهتم بدخول المجال، لكن بعد الفوز في المسابقة ودخول عالم التعليق فقد تغيرت نظرتي كثيراً، فقد شعرت أني فعلاً أمتلك موهبة ومتى ما عملت جيداً سأصل لقلوب كل من يتابعني في المباريات، وبتوفيق من رب العالمين وبأقل من سنة أصبح أسمي معروفاً بنسبة كبيرة في ملاعب الحواري وأن أكون وسط أسماء معلقين لامعين بالأحساء، فهذا بحد ذاته يعتبر شيء كبير بالنسبة لي، والحمد لله وصلت للهدف الذي وضعته لمشواري بالتعليق، وبالطبع هناك أهداف أخرى أود الوصول إليها في المستقبل القريب.
# حدثنا عن المنافسة بين المعلقين بالأحساء؟
ـ المنافسة أقل ما أستطيع القول عنها أنها قوية ومكشرة عن انيابها بشكل غير طبيعي لكنها شريفة في نفس الوقت، فالأحساء تمتلك معلقين مميزين، وكل منهم يسعى لأن يظهر بأحسن وأفضل صورة.
# كيف تحظر نفسك للتعليق على المباريات؟
ـ هناك معلومات معينة يحتاجها كل معلق أثناء تعليقه على أي مواجهة وهي بالطبع مهمة جداً، منها ما يتعلق حول الفريقين ومنها من يتعلق بنجومهما، ولدي مسودة لكل مباراة أجمع فيها كل المعلومات التي احتاجها قبل كل مباراة سأعلق عليها، كما أني أحرص كل الحرص على الحضور المبكر لملعب المباراة وجمع كل المستجدات للفريقين بعد الالتقاء بمسؤول كل منهما، إضافة لذلك الحرص كل الحرص على التهيئة النفسية وأن أكون أيضا محافظاً على الأحبال الصوتية، ولهذا تعامل خاص من الجانب الصحي.
# ما هو مطلوب من المعلق للتعليق؟
ـ المعلق مطلوب منه النجاح خلال التعليق، ومن أجل ذلك عليه التحضير الجيد من كل جانب، وعلى سبيل المثال أن تكون معلوماته صحيحة ودقيقة، والمعلق مثل اللاعب، فاللاعب مطلوب منه مهام من قبل مدربه وعليه تنفيذها والحكم كذلك والمشجع، فالكل له مهام والمعلق عليه الحرص بأن يكون في أفضل صورة حتى يكون ناجحاً في الوصف والتعليق.
# الدورات حالياً تقام بكثرة عكس السابق فقط في شهر رمضان المبارك ..هل هذا يشكل ضغطاً على المعلقين؟
ـ الأحساء مميزة في أمور كثيرة من بينها التعليق، فيوجد فيها معلقين مميزين جداً، وكثرة الدورات لا يشكل عائقاً نظراً لوفرتهم، والدورات لن تواجه أي مشكلة في توفير المعلقين للدورات، وما يميزنا أيضا وجود لجنة للمعلقين تعمل باحترافية وتوزع العمل أيضا بشكل منظم، والكل من المعلقين يأخذ حقه في التكاليف.
# وهل هناك معلقين تتابعهم للاستفادة من خبراتهم؟
ـ نعم وبكل تأكيد، فالمعلق الطموح والذي يسعى لتطوير نفسه على الساحة عليه أن يتابع المعلقين الكبار ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العربي وشخصياً أتابع المعلقين الذين اعتبرهم قدوة في التعليق في مقدمتهم المعلق الإماراتي علي سعيد الكعبي فهو رقم (1) بالنسبة لي، وأي مباراة مهمة سأعلق عليها وأود البروز فيها اتابع المباريات واعتبرها كأنها مذاكرة الدروس، أراجع العبارات والمفردات، والإنسان عليه أن يتعلم في كل مجال يعمل فيه وعليه متابعة أصحاب التجارب ممن سبقوه وتألقوا، لذا أي معلق عليه أن يرجع للمعلقين الكبار الذين سبقوه في المهنة للاستفادة منهم، وهذا ليس عيباً بل يعتبر تطويراً للمستوى العام له.
# من هم المعلقين الذين يشدونك بجانب علي سعيد؟
ـ ابن الأحساء الأستاذ الكبير جعفر الصليح الذي استمع إليه باستمرار وحقيقة هذا المعلق له نكهة خاصة عبر المفردات التي يطلقها خلال تعليقه في المباريات، وهي مفردات صحيحة وتفيد المعلق، والقائمة تطول، ومنهم عصام الشوالي وفارس عوض، وكل معلق من المعلقين له ميزة.
# هل حرصت على الدخول في دورات ومسابقات خاصة بالتعليق الرياضي؟
ـ للأسف الشديد لدينا شح في الدورات الخاصة بالتعليق الرياضي، وغالباً تكون الدورات خارج المملكة وهذه الدورات تحتاج لمصاريف مالية باهظة والتفرغ، علماً أنه قبل فترة أقيمت دورة للأستاذ جعر الصليح ولم أكن متواجداً في الأحساء لكن لم أفوت حضورها عبر البث المباشر، وأتمنى أن تقام دورات للتعليق الرياضي بين فترة وأخرى لأستفيد ويستفيد زملائي المعلقين.
# وهل تتابع الدورات التي تعرض في اليوتيوب؟
ـ نعم، وشخصياً كل ما يفيدني أحرص كل الحرص على متابعته خاصة الحديثة منها لأن الدورات القديمة ولى زمنها ومتابعاتي للدورات الحديثة فقط، فكل زمن عن آخر يفرق عن سابقه.
# المعلق في الحواري هل أخذ حقه من الجانب المادي؟
ـ في السنوات الأخيرة أصبحت لغة الأموال في الحواري، واعتقد بالجهد الذي يقوم به المعلق والعمل الكبير فأنها غير كافية، لكني شخصياً لا أنظر للجانب المادي، ونحن تعودنا في الحواري نجتمع من أجل الاستمتاع، فالكل في الحواري أتى بهدف الاستمتاع أولاً، سواء كان لاعبًا أو حكماً، وغيرهم، فالكل يهدف للاستمتاع أولاً، وليس معناه أنهم لا يهدفون للجانب المادي، لكن المادي من ضمن الأهداف، والكل يحصد المقابل حسب الإمكانات المتاحة والمتوفرة في الدورات.
# حدثنا عن تجاربك في التعليق لمباريات الأندية مثل هجر والعدالة على قنواتهم في اليوتيوب؟
ـ خوضي لهذه التجارب اعتبرها بالنسبة لي إنجاز كبير، والوصول للتعليق لمباريات في دوري الدرجة الثانية كذلك الأولى في فترة قصيرة من بداية العمل في المجال، فهناك الكثير من المعلقين لم تحصل لهم تلك الفرصة حتى الآن، ووصولي معناه أني أخذت خطوة كبيرة بالمجال، وبداياتي قوية وملحمية، بدأت في الحواري في دورة قوية بالأحساء، ثم تجربة الأندية الرسمية وفي دوريات قوية على مستوى المملكة، ولعل تعليقي على مواجهة ديربي الأحساء بين هجر والروضة يعتبر من أهم وأبرز مشواري في التعليق، فكانت تجربة بالنسبة لي مميزة جداً.
# ختاماً .. رسالة توجهها للتلفزيون السعودي؟
ـ رسالتي لهم .. نظرة حتى إذا كانت بسيطة للمعلقين، فالقناة تنقل منافسات عديدة منها دوري يلو للدرجة الأولى والدرجة الثانية والفئات السنية، وأتمنى لفتة بسيطة للمعلقين وعلى وجه الخصوص المميزين ومنحهم فرصة التعليق على هذه المسابقات، ونحن في الأحساء يتواجد لدينا أكثر من 30 معلقاً لديهم القدرة والكفاءة العالية ومنهم من حصل على جوائز وفازوا بمسابقات خاصة بالتعليق، فقط ينتظرون الفرصة للتعليق عبر القنوات الرياضية السعودية.