( إن تغدينا ما تعشينا ، و إن تعشينا ما تغدينا )، هكذا كانت تتحدث أم فاضل عن وضعها المأساوي لأبي باسل.
صعق الرجل من هول الحدث !. بقي مضطرباً لساعات يرق لحالها تارةً و يفكّر في حل مأزقها تارةً أخرى خصوصاً عندما أخبرته : أنها تفترش الأرض بساطاً لتنام عليه، و تحيط بها رائحة الغراء القديم في الغرفة ( البوتيكس)*.
نزل هذا الخبر كالصاعقة على قلب أبي باسل، فراح يضمّد جراحهم و يلّبي حاجتهم و جاء لهم بالخبز و الرز لتهدأ بطونهم و بالمخدات كي تنام عيونهم ، لكنّ بالاً لم يهدأ له و تذكر القول المأثور : ( صنعة في اليد أمان من الفقر ). فقال لهم : ماذا ينقصكم لتقفوا على أقدامكم ؟. فقالت الأم : بقلبٍ منكسر و دمعةٍ منسكبة و نفسٍ خجلة : أريد فرناً أطبخ به لقمة لعيالي الجائعين و أنقذ به مشروعي و مشروع ابنتي المتعثرين ( بعد أن اهترت أسلاك الموقد الكهربائي القديم ذا العين الواحدة). استنهض أبا باسل قواه و جمع مبلغ الفرن من ذويه و أعطى السيدة الفاضلة فرناً تستعين به على لقمتها ومشروعها .
طارت أم فاضل فرحاً و هلّلت مستبشرة و استنهضت قواها و يداها و بنيها وبناتها و قالت : اليوم يوم الكفاح وغداً موعدكم مع النجاح و الفلاح.
لحظات، ساعات و إذا بإعلان أم فاضل يطرق الأسماع و يسرق الألباب و يلفت الأنظار!
من يشتري الكوكيز و ورق عنب ؟
تمر الأيام و تعود أم فاضل بمشاريعها الثلاثة :
الأم : تلف ورق العنب.
البنت : تعد الكوكيز*.
الابن : مندوبا للتوصيل.
و هكذا كانت الصنعة أماناً من الفقر في يدي أم فاضل .
كم أم فاضل تبقت بلا فرن يا سادة ؟!
……………………………………………………
البوتيكس : المادة الصمغية التي تستخدم كغراء للمفروشات
الكوكيز : قطع البسكويت الدائرية المحشوة بالكاكاو .
يحيى ناصر الجاسم
التعليقات 1
1 pings
زائر
09/10/2021 في 3:17 ص[3] رابط التعليق
أنا شخصياً أعرف على الآقل 3 أسر لا تستطيع تغطية المصاريف الشهرية من فواتير كهرباء وجوال ومأكل ومشرب وإيجاروأقساط سيارة.
فما بالك بالمصاريف الغير متوقعة مثل تعطل السيارة أو المكيف أو الجوال الذي يستخدمه الأطفال للدراسة عن بعد وملابس الشتاء والصيف والعلاج وغيرها وغيرها 💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔