ففي الأسابيع القلائل الماضية ، كنت قد دخلت في سجال مع أحد الحسابات الالكترونية التي لا أعلم حقيقة مالكها أهو زجل أم هي أنثى .
خلاصة القضية ، أنَّ الحساب يهتمُّ بنشر الأحاديث النبوية وتمّت متابعته عن طريق المصادفة .
ثمَّ إذا به غداة يوم ينشر ( قصةً ) كُتب عليها الآية الكريمة :
(وما يستوي الأعمى والبصير )
وقد دوّنت الآية الكريمة على عين مُبصرة دلالة على النظر الصحيح والأخرى مُطبقة للدلالة على ضُرٍّ أصابها .
فقلتُ له : كلام الله تعالى أجمل وأبين من أن يوضع في حالات وصور كهذه ، وعلينا صيانته وحفظه من كلِّ ما من شأنه أن يهوي بنا في هاويات نحن بغنى عنها.
ومن هنا بدأ الأخذ والردّ
فهو /هي لا يزال في إصرار على أنَّ القرآن الكريم ومعانيه لا يوضحان بسبب الحداثة التي نحن بصددها إلَّا بطريقة الصور والمقاطع الممتلىء بها (انستقرام ) !!
أيُّ حداثة هذه التي نزعم ؟
وإلى أين ستسير بنا ؟
القرآن الكريم غدا مُضاهى – (وهو أعلى وأكرم وأفضل ) – بڤيديوهات الكليپات الغنائية .
لا تكادُ تلمح حسابًا ولا تدخله إلَّا وترى آيات عظام موضوعة على صور كرتونية ، أو مقاطع من أفلام ومسلسلات بذريعة تقريب المعنى وجدب المتلقّي !!
هذه الآيات البيّنات التي لو أُنزلت عاى الجبل الراسي لصدّعته وشقّقته من قوّة تأثُّره به وعميق معانيه ، لم يعد يفُهم ولا يستقرُّ في النفس إلَّا بهذه الصورة المُخزية ؟!!!
وحتَّ لا أُرمى بالتَّعنُّت والتعصُّب ، فأنا في سطوري هذه لا أحزم بحرمة هذا الأمر ، ولكننّي أُحبِّذ النأي بكلام العظيم الجليل سبحانه عمَّا لا يُحمدُ ولا ينبغي .
وإلَّا غدونا تسيّرُنا الحداثة تبعًا لهواها واشتهاءاتها ، وهذا بربّي أنكى وأخنى .