فقدت مدينة العيون عَلَم من اعلامها ورجلاً من رجالها المخلصين الذين كانت لهم بصمات واضحة في تاريخ مدينة العيون ، سواء على الصعيد الاجتماعي والتربوي والتعليمي وقبل ذلك الدعوة والإرشاد .
الشيخ خالد بن أحمد المخالدة السبيعي رحمه الله مسيرة عطرة وسيرة تفوح منها رائحة المسك والعود والعنبر . شخصية تجمع مكارم الأخلاق في أسمى معانيها .
يحترم الجميع فبادلوه الإحترام والتقدير والمحبة .
عندما نتحدث عن شخصية استثنائية على الصعيد الدعوي والاجتماعي والتعليمي فاننا لا نتحدث عن شخص عادي لا يعرفه العامة فنزيد معرفتهم بمعلومات يجهلونها ولكن الشخصيات الاستثنائية لها حضور طاغي في المجتمع ولها تأثير إيجابي عليهم .
لا نستطيع اختصار الجمل والكلمات عندما نكتب عن الأستاذ والشيخ والمربي والوجيه خالد بن احمد المخالدة السبيعي رحمه الله فهو هامة طويلة لاتُقزم وقامة لا تنكسر .
التواضع وحسن الأخلاق والابتسامة لم تفارق محياه في قوته ولا في ضعفه .
لسانه رطب بذكر الله ووجهه نوراً ساطعاً لا يكسره ظلام بفضل عشقه للصلاة والدعوة لله .
وحتى لا نطيل على القارئ بمعلومات كثيرة عن شخصيتنا وإن كانت تستحق الإطالة والإسهاب .
سنحاول إثراء معلومات القارئ بمعلومات يعرفها جيل ويجهلها جيلاً أخر .
حياة الشيخ خالد المخالدة السبيعي وسيرته تستحق منا أن نخصص وقت لقراءتها ففي سير هؤلاء الرجال والأعلام فوائد لكل الشباب .
يعتبر الشيخ خالد المخالدة السبيعي من أوائل من حمل لواء طلب العلم الشرعي في مدينة العيون حيث اجتهد في طلب العلم منذ شبابه وحتى مماته رحمه الله .
كانت مدينة العيون قبل خمسين سنة تقريباً تفتقد لطلبة العلم بالمعنى الشرعي المتعارف عليه وكانت محاولات بعض الشيوخ الذين كانوا على قدر يسير من العلم محاولات تقليدية أو شبه إتباع لبعض المشائخ المشهورين في المنطقة .ولم تخلو تلك المحاولات من اجتهادات شخصية . ولم يكن التقصير في طلب العلم بسبب التكاسل ولكن الإنشغال في طلب الرزق والاكتفاء ببعض المجتهدين هو من اخر ظهور طلبة العلم في مدينة العيون .
في هذا الوقت تعلم الشباب ودرسوا في المدارس النظامية وتسلحوا بالعلم وتوظف الكثير منهم وانشغل في وظيفته ولكن القليل منهم أدرك أهمية طلب العلم لأن المجتمع يحتاج إلى تثقيف شرعي يزيل عنه بعض المفاهيم الخاطئة في الدين . ومن هؤلاء الشباب كان الشيخ خالد المخالدة السبيعي رحمه الله حيث اجتهد في طلب العلم حتى يساهم في تعليم العلم الشرعي لأفراد المجتمع وبالأخص غير المتعلمين أو من هم على معرفة قليلة بالقراءة والكتابة .
كانت للنشأة الدينية التي تربى عليها الشيخ خالد الدور الأكبر لعشقه لطلب العلم . حيث تربى في بيت جده الذي كان إماماً وخطيباً لجامع الحصيمة ومن بعده والده الشيخ أحمد .
فاستلم الشيخ خالد إمامة جامع الحصيمة بالإضافة للخطابة فيه بعد والده رحمه الله واستمر خطيباً وأماماً لجامع الحصيمة مايقارب أربعين عاماً قضاها يين محراب المسجد ومنبره .
امتاز الشيخ رحمه الله بحسن نطق الحروف وسلامة اللغة ووضوحها وكذلك تميزه في اختيار مواضيع خُطب الجمعة . وهو أيضاً إماما وخطيباً لصلاة العيدين على مايربو أربعين سنة .كما عرف عن الشيخ رحمه الله انه كان مرشداً دينياً في حملات الحج وقد أدى فريضة الحج مرات عديدة.
أربعون عاماً قضاها الشيخ بين المحراب والمنبر .
وإما على الصعيد الاجتماعي يعتبر الشيخ خالد المخالدة من أوائل المؤسسين من أعضاء الجمعية التعاونية في مدينة العيون وساهم بوقته وأفكاره في تطوير هذه الجمعية وكذلك يعتبر الشيخ خالد المخالدة من المؤسسين لجمعية الدعوة والإرشاد بالعيون . ولا ننسى جهوده في إصلاح ذات البين .
كان الشيخ خالد رحمه الله حريصاً على زيارة المرضى وحضور الأفراح والمشاركة في مواساة الأخرين في أحزانهم .
وفي حقل التعليم كان الشيخ خالد المخالدة السبيعي شعلة مضيئة في هذا الحقل ولعب دوراً مهماً في حث أفراد المجتمع على التعلم والدراسة .
من هم في جيلي والأجيال التي قبلي يتذكرون وكيل مدرسة العيون المتوسطة ، ذلك الرجال الفارع في الطول وصاحب الجسم النحيل والإبتسامة الدائمة وصاحب الأسلوب التربوي الراقي في التعامل مع الطلاب .
من منا لم يتذكر حكمة اليوم التي كان يكتبها بخطه الجميل ٫ وكيف كان يختار الحكم المفهومة لجميع الطلاب . وبحسب ماذكره لي اخو الشيخ خالد ،الأستاذ عبدالرحمن السبيعي ان مدرسة ابن المقرب الأبتدائية هي أول مدرسة بالعيون عمل فيها الشيخ بعد انتقاله في العيون وكان احد تلاميذه الصحفي المعروف الأستاذ عبدالله العيد . وعاد الشيخ خالد السبيعي لمدرسة أبن المقرب كوكيل لها قبل ان يتقاعد بعد خدمة في التعليم لمدة ست وثلاثون عاماً تقريباً.
تعيش رجال وتموت رجال ويبقى الذكر العطر هو الذي لا يموت .
رحمك الله ياشيخنا ومعلمنا الأستاذ خالد المخالدة السبيعي وأسكنك فسيح جناته وجزاك عنا خير الجزاء .
يبكيك العلم والمحراب والمنبر وطلابك فالعلم والمحراب والمنبر شهداء لك وطلابك يرفعون أيديهم بالدعاء لك.
في الختام اشكر كل من ساهم معي في كتابة هذا المقال وذلك بارسال بعض المعلومات وهم الأستاذ عبدالله العيد والأستاذ عبدالرحمن السبيعي
التنسيق والمراجعة والتدقيق الأستاذ حمزة المغيرة .
كتابنا
> يبكيك العلم والمحراب والمنبر
يبكيك العلم والمحراب والمنبر
30/10/2021 9:57 م
يبكيك العلم والمحراب والمنبر
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/175159/