أمات أخوك ؟
ضلال أنا لا يموت أخي
ففي البيت منه روائح ربٍّ وذكرى نبي
هنا رُكنه ، تلك أشياؤه
تفتّق عن ألف غصن نبي
بقاياه في الحُجرات الفساح
بقايا النسور على الملعب
أخي لم يزل بيننا
والحديث حديث الكؤوس على المشرب
يُسامرنا فالدّوالي الحُبالى
توالد من ثغره الطيّب
لم يجُل في الخلد لوهلة مضت ، ولم يخطر بالبال في ثانية اندثرت
أنَّ مرثية نزار هذه التي قدّمها لروح والده بُعيد رحيله ، والتي هي الأقرب إلى قلبي ، تحوّلها الأقدار يونًا إلى أن وافع أعيشه في باكورة عمري .
فعلى غرارها ، كانت معانيها مُحاكية مُناسبة لألم فقدي وغصّة وجهي لرحيل ( محمد ) ..
أخي .. يا أخي
ذيول الحزن تجترُّ خلفنا حيث كُنَّا ، وأدمعنا أنّى حللنا كالدِّم باتت هاطلة بلا خجل ولا توقّف !
أخي .. يا أخي
قلمي في توارٍ وورقي في حيرة ، ما الذي أكتبه وما الّذي أمحيه ؟
تُراني أبدأ أولًا عن مجلسك الذي لا تُملُّ أحاديثه ؟
أم أبدأ بخفّة ظلّك الدفّاقة كاليانبيع والباحثة في الروح السلام ؟
لا أُخفيك سرًا ، جُرحي عميق إلى درجة شلّت أركان حركتي ، و أفقرت مُفرداتي .. فما عُدت قادرة على تسطيره ولا إخراجه .
خانني قلمي هذه المرّة ، فللروح أنين كأنين المرضى وللقلب دويٌّ كدوي الرعود في ساعة ليل متأخِّرة .
ومن جرّاء ما كان ، خانني قلمي هذه المرّة
فلتعذرني يا حبيبي فالعجز عن رثائك على وجه يليق بك ، كان أكبر منّي .
لكنَّ رجائي أولًا وآخرًا أن تكون راتعًا في جنان الخُلد ، ناهلًا من معينها .
” أخي يا أخي
إنَّ تاريخ طيب يمشي ورائك فلا تعتب ” .
رقية الشنقيطي
١٤٤٣/٤/٤
الثلاثاء