ضيفنا في هذا الحوار من مفاخر الوطن ، الباحث الفيزيائي ، والأكاديمي بجامعة هاورد الامريكية ، يحيى القحطاني ، صاحب التخصص النادر والطموح الكبير ، التقينا به ، فكان لقائه جاذبا كالنظرية الفيزيائية ، وحديثه دقيق كأبحاثه ، تحدث في حواره لصحيفة شاهد الآن الالكترونية عن تخصصه في علم الفيزياء وماوصلت اليه بلادنا ، وتجربه في البحث والتدريس في أمريكا ، اليكم تفاصيل ماجاء في حديثه :
- نتعرف عليك ؟
أنا يحيى القحطاني اكاديمي باحث فيزيائي في الطاقة المتجددة وانظمة تخزينها ، متواجد هنا الولايات المتحدة الامريكية منذ العام 2014 تخصصت في الطاقة المتجددة لإيماني في تلك الفترة انه سيكون هناك تحول في الطاقة نظرا لظروف المناخ والاحتباس الحراري ، والضغط على الدولي لتتولي مسؤولياتها تجاه هذه الأرض ، أعمل حاليا في تدريس علم الفيزياء في جامعة هاورد الامريكية ، واجد أن التخصص الدقيق الذي عملت فيه من التخصصات النادرة وهو تحديد بطاريات “الليثيوم” ، هذا العلم الكبير يعتبر العنصر الأساسي في كل تطبيقات الطاقة المتجددة
- وكيف اخترت تخصصك النادر ؟
كنت في أول فصل دراسي في الجامعة في العام 2016 مع انطلاق رؤية البلاد 2030 والذي اعلن عنها سمو ولي العهد – حفظه الله – فأخذت الجانب الفيزيائي منها فوجدت أن هناك توجه لتعديد مصادر الداخل الاستغناء عن النفط كمصدر أساسي للدخل ، وتعديد مصادر الطاقة والبحث عن مبادرات للطاقة النظيفة والطاقة المتجددة فتوصلت إلى أن القسم ضمن جامعتين فقط تدرس هذا العلم في منطقة كاملة ، وكان لديهم معمل لبطاريات ” الليثيوم ” ، فلم اتردد اطلاقا في البدء في هذا التخصص فالرؤية مصدر الهامي باختيار هذا التخصص .
- لكن بحكم تخصصك أين وصلت المملكة العربية السعودية في هذا المجال ؟
في علم الطاقة المتجددة السعودية تبادر دائما ، وقد اطلقت المبادرات في استخدام الطافة المتجددة ، وهناك مشاريع الآن على الأرض في الجوف ، ونيوم ، كما يوجد أكبر منظومة تخزين طاقة على مستوى العالم “مشروع البحر الأحمر ” فهذه كلها موجودة ، لكن علم البطاريات فيه قصور ، ويجب أن نعترف ، وحتى أمريكا تعترف انها متأخرة كثيرا في هذا المجال رغم ما وصلت اليه ، وهي تستورد كثيرا من الصين ،واليابان ،والهند ،وكوريا الجنوبية ، ومعامل ” الليثيوم” ليست موجودة حتى الآن في السعودية لا على سبيل الأبحاث ولا على سبيل الإنتاج والتصنيع ، واتوقع أن تكون قريبا موجود ، وهناك مشروع أشرفت عليه في وزارة “الصناعة والطاقة ” عندما كانت وزارة واحدة برعاية صندوق الاستمارات العامة PIF ، أشرفت عليها كاستشاري لتوطين بطاريات السيارات الكهربائية ، وهو مشروع كبير وضخم جدا ، واتوقع الان أن يكون في طور فتح الباب امام المستثمرين
- دعنا اسالك عن رايك في الدراسة والتعليم والبحث العلمي هنا في الولايات المتحدة وانت المجرب كدارس ومدرس والفرق بينها وبين السعودية ؟
أنا عندي تجربة في التعليم العام كنت معلما للمرحلة الثانوية ، وعندي تجربة في السعودية قبل تجربة أمريكا ، التعليم في المملكة ما ينقصه شيء ، لكن الاهتمام في مجال الأبحاث فيه فراغ كبير جدا ، ففي الولايات المتحدة الامريكية يصرفون ملايين الدولارات على الأبحاث وبسخاء ، والدول المتقدمة تصرف الكثير على الأبحاث والتخطيط وهذا جانب حميد ، على عكس لدينا في السعودية رغم ذلك فانا متفائل ، لان لدينا مراكز أبحاث قائمة تحتاج إلى الكثير من الدعم والاهتمام والانفاق والتبني ، على سبيل المثال هنا تجد الأبحاث يتولى رعايتها جهات وشركات ومؤسسات حكومية وغير حكومية وبنوك وتدعم المعامل الوطنية للأبحاث وتدعم الطلاب والباحثين ، فالمجال البحثي نحتاج فيه إلى تطوير كبير جدا لان الأبحاث في كل المجالات هي المزود الحقيقي للاستمرار الحضارات
- دعنا نخرج عن معامل الأبحاث ، ونذهب إلى الشأن الاجتماع واسالك عن حياتك الاجتماعية هنا في هذا المجتمع المختلف عن مجتمعك الأصلي ؟
الولايات المتحدة بطبيعتها خصوصا في المدن الكبيرة التي تظم اعراق مختلفة وتجانس مجتمعي من السهولة أن تندمج وتتأقلم معها ، والانطواء والعزوف عن العلاقات الاجتماعية تنعكس سلبا على المبتعث ، خصوصا ذلك التقوقع مع مجموعات صغيرة من السعوديين ، هذا لن يطور لغتك ولا ثقافتك ، والأمثل أن تندمج في المجتمع وتعيش تجاربك خارج الدراسة مع المجتمعات حتى تعطي الصورة الحسنه عن بلادك أولا وتستفيد أن من هذا الاندماج ، وان عندي راي أننا نحن كسعوديين لا ينقصنا في تقديم الصورة الحسنه الا فقط العيش بأسلوبنا والتعايش من الاخرين ، كل أصدقائي الامريكان سعداء جدا بتعاملي معهم
- وبحكم خبرتك واندماجك المثالي في المجتمع الأمريكي لو طلبت منك توجيه نصيحة للمبتعثين باحثين أو طلاب فماذا تقول لهم ؟
بالنسبة للزملاء الباحثين فأقول لهم : لكي تكون باحثا ناجحا لابد أن تتسلح بسلاحين ولم تنجح الا بهما الأول القراء والاطلاع حتى تصل إلى ما وصل اليه من سبقك ، والسلاح الثاني يجب أن تتحلي بالصبر ولا تتعجل النتائج لان كثيرا منها تسبب لك الإحباط
أما المبتعثين والمبتعثان فأقول لهم : كثر الله خيركم شرفتم بلادكم في هذا المجتمع وظهر منكم المتميزين والعلماء والباحثين في كل المجالات ، ونحن تفتخر ، مارسوا العمل الاجتماعي في المجتمع الأمريكي وهذا مهم جدا لأنكم انتم سفراء للوطن والسفير على عتقه الكثير لتمثيل بلاده خير تثميل وانتم اهلا لذلك ، وهناك اعلام مغرض لا تلتفتوا اليه ، انتم أدوات الرد على المغرضين بتعاملك الإنساني وتفوقكم العلمي
ومن هذا المنبر انقل لكم رسالة حملني إياه فضيلة الشيخ عبدالله المطلق عندما تواصلت معه فقال ” لينوا في ايدى المسلمين لأننهم يرون فيكم القدر من العلم كونكم قادمون من بلاد الحرمين ” ، ويكفي أن يكنى قائدنا بخادم الحرمين الشريفين
- وصلنا للختام فهل لديك إضافة ؟
في الختام اشكرك شكر جزيل ، واشكر صحيفتنا الغراء شاهد الآن الالكترونية التي تهتم بأخبارنا كمبتعثين ، وإتاحة الفرصة لأجراء هذا الحوار