رافقت ومن باب الاطلاع والفضول الصحفي مريض سرطان الدم المغترب سفر الرشيدي جل ساعات نهار الشتاء البارد صباح الأربعاء الماضي والتقينا لنشارك سويا في مبادرة تطوعية عبر أحد الأندية الطلابية المنتشرة هنا في العاصمة الامريكية واشنطن، فذُهلت لكمية التفائل الذي يحمله هذا الرجل العجيب، فهو يمشي على اربع لوعكة جسدية المت به جراء عملية جراحية أجريت له ضمن برنامج علاجه من السرطان، لكنه كان يقود المركبة بهدوء، وشارك في المبادرة بفاعلية عالية وقدم عملا نموذجيا، لا يقدمه بعض الاصحاء، وفي اثناء المبادرة وختامها لم تتغيب الابتسامة على محياها رغم معاناة المرض، وحرصَ على توثيق لحظاته بالتقاط الصور، فكانت في تصرفاته شحنه معنوية حَصلتُ عليها.
ثم انطلقنا سويا إلى موقع أحد المشافي الذي يُكملُ جانب من علاجه فيه، ووصلنا متأخرين عن الموعد المحدد له، فبادر بالاعتذار لطبيبه اعتذارا لا يقدمه إلا الكبار، وأدى معه تدريبات العلاج الطبيعي الحركية بنشاط وهمّه، وخلال حديثه مع الممارس الصحي اخصائي العلاج الطبيعي شعرت أن الرجل قدم لمعالجة شُحنه من الشُحناتِ التي يقدمها دائما للأخرين خصوصا مرضى السرطان اليائسين، فكسبت من موقفه هذا شحنةً معنوية جديدة.
وفي لحظات تواجدنا معا كان يدير شؤون الأسرة أيضا بنفس الروح، يتصل بهذا ويلتقي اتصال من ذاك يوجه ويدير شانهم عبر هاتفه النقال، وهذا منحي شحنةَ جديدة
وبعد انتهاء يومي برفقة هذا الرجل الحديدي صاحب الإرادة القوية عدت إلى المنزل وقد تلقيت شحنةً معنوية عالية وشعرت أن الحياة عمل، وكفاح وجد، واجتهاد، وتفاءل، وأمل، ومن حسن الطالع أنني كنت على موعدٍ في صباح اليوم التالي لأداء اختبار اللغة الإنجليزية، وأديت الاختبار تحت تأثير تلك الشُحنة التي يعطيها “الرشيدي” محارب السرطان لمن يرافقونه، عندما رافقته
الخُلاصة :
باختصار هذا الرجل ملهم لأنه يعتني بصحته أولا ، ويقتطع جزء من وقته لتقديم ما ينفع الآخرين ، ولديه عناية بالأسرة عناية خاصه ، ويقاوم تبعات مرضه حتى بات مرشدا يقدم الدعم للآخرين ، فكل من اقترب منه حصل على كمية من شِحْنَاته، أسأل الله أن يشفيه وينفع به خلقه
التعليقات 1
1 pings
زائر
20/12/2021 في 12:24 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
الرجاء التواصل على الايميل المرفق للأهمية وشكرا،،،