اثرى المطوف والكاتب الصحفي الأستاذ أحمد بن صالح حلبي أحدى امسيات مجلس ذكريات ورياضة زمان التي تعقد دوريا في قاعة المعلم سعيد عبدربه – عليه رحمه الله – الاجتماعية تحت اشراف رابطة فرق أحياء مكة المكرمة
وتحدث “حلبي” خلال الأمسية عن ذكرياته في حي المسفلة بمكة المكرمة ، ذكرا الشخصيات التي عاصرها منذ طفولته وحتى الان وقال في بداية حديثه : ” إن حديث الذكريات هو حديث عن الأحبة الذين إذا قلبنا صفحات الماضي فإننا نستذكر كل لحظة جميلة عشناها معهم بتفاصيلها التي تحمل البسمة والدمعة ” مستلهما العبرة من قول الأصمعي: (إذا أردتَ أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه).
وأسترجع “حلبي ” خلال الأمسية التي تجاوز الساعة ونصف الساعة ذكرياته في مراحل عمره مؤكدا أن الحنين إلى الحى القديم، وإن كان يذكرهم بقساوة العيش إلا نها تذكرهم بكل جميل عاشوه في الماضي ، موجها رسالة إلى الجيل الحالي مطالبا إياهم بضرورة اخذ العبرة عن قساوة الماضي ونعيم الوقت الحالي والبون الشاسع في نمط الحياة ووسائل الراحة
وعرج “حلبي ” خلال الاسمية إلى الطوافة كهنة له ولا جداده وللكثير من أبناء مكة المكرمة ، وقال : دفعني شغفي بمهنة الطوافة إلى مواصلة السير في سبر أغوارها بعدما أصدرت كتابا خاصا حول نشأتها ومراحل تطورها عبر العصور؛ لقناعتي الراسخة بأن الباحث لا ينفك يقرع الأبواب وصولا للحقائق بين متون الكتب وأمهات المراجع لعله يحصل على ما يصبو إليه وذلك لارتباطي بهذه المهنة المتوارثة جيلا عن جيل
وأكد أنه عمل بها وعرف كواليسها منذ الصغر ، موضحا أن الكثير من المؤرخين تحدثوا عن نشأة الطوافة إلى ما نقله قطب الدين النهرواني في كتابه ( الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ) عن حج أحد السلاطين الشراكسة حيث قال النهرواني: ” إن السلطان قايتباي حج عام 884 هـ ولم يحج أحد من السلاطين الشراكسة غيره وأن القاضي إبراهيم بن ظهيرة هو الذي تقدم لتطويف السلطان وصار يلقنه الأدعية ” ، ومن خلال متابعتي للطوافة وتاريخها والبحث في المراجع والكتب ، توقفت أمام ما قاله الرحالة إبن رشيد الذي حج عام ( 683 هــ / 1284 م ) ، إذ قال : ” إن أهل مكة المشرفة وأطفالهم يستقبلون الحجاج ويتعلقون بهم، لتعليمهم المناسك، فهم دربوا صبيانهم على ذلك، فيلقنون الحجاج الأدعية والأذكار” .
وبين الحلبي أن المطوفين كانوا خلال السنوات الماضية يجوبون الأمصار لبث دعاياتهم ودعوة المسلمين للحج ، وأوضح أن أحد المطوفين خلال تنقله بين الدول الإسلامية لدعوة الناس إلى الحج وعرض ما يقدمه من خدمات لهم حال قدومهم ، تم سجنه في طشقند مدة سنتين لعدم حمله أوراقه الثبوتية، أثناء تنقلاته بين ربوع تركستان لدعوة المسلمين للحج .
ثم انتقل “حلبي ” للحديث عن الصّحَافَةُ المهنة التي عمل بها ، موضحا أنه تتلمذ على أيدي عدد من الإعلاميين البارزين داخل أروقة جريدة النـدوة ، موضحا أن العمل بها لم ينحصر على نقل الأخبار ، لكنه عمل على جمع الأخبار ، ثم انتقل للعمل بقسم التحقيقات والاقتصاد والسياسة .
وأشار الحلبي في حديثه إلى أن كتابته للمقال لم تكن إلا بعد مرور عدة سنوات على عمله بالصحافة ، مطالبا الشباب بالتريث وعدم التسرع والقراءة الدائمة ليكون حاملا لمعلومات عامة جيدة وشارك في اللقاء نخبة من افراد فريق كشافة شباب مكة بجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة والإعلاميين والمثقفين والشباب الرياضي بمكة المكرمة
واختتمت الأمسية بمداخلات نائب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج دول إفريقيا الغير عربية الدكتور عبدالرحمن مارية ، عميد كلية التربية بجامعة أم القرى سابقا والبرفسور محمود كسناوي ، الصحفي بمكتب جريدة المدينة بالرياض الزميل الأستاذ عادل قاضي ، و خطاط كسوة الكعبة المشرفة الشيخ مختار عالم .