أمضى القنصل العام لجمهورية السنغال بجده الدكتور أبو بكر صار ، ثمانية وعشرون عاما في السعودية أكسبته محبة رعايا بلاده ومواطني المملكة على حد سواء ، ذكر ذلك في ثنايا حواره الخاص والحصري لصحيفة شاهد الآن الالكترونية عشية تكريمه بأحد فروع جمعية مراكز الاحياء بمكة المكرمة ، وتحدث “صار” عن أمور عديدة جعلته متعلقا بالسعودية قلبا وقالبا، وذكر أنه قدم اليها دارسا وغادر منها سفيرا مفوضا فوق العادة ، وبدا مشواره التعليمي من مرحلة الليسانس ثم الماجستير والدكتور وعمل مدرسا بالجامعة الاسمية بالمدينة المنورة، اليكم تفاصيل ماجاء في حواره :
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا الدكتور أبوبكر صار القنصل العام لجمهورية السنغال بجدة سابقا، معين سفيرا مفوضا فوق العادة الآن لدى جمهورية مصر العربية ، حضرت إلى المملكة بمنحة دراسية وحصلت على الليسانس ثم الماجستير والدكتوراه ، وعملت قبل الالتحاق بالسلك الدبلوماسي مدرسا بالجامعة الإسلامية ، ثم قنصلا عاما لبلادي في جدة
- ودنا نتعرف على مشاعرك وأنت تهم بالمغادرة من السعودية بعد انتهاء فترة عملكم ؟
الحمد الله رغم أن المشاعر لا يمكن وصفها لكن أؤكد لك انني قدمت إلى السعودية محبا عندما كلفت بالعمل بها ، وغادرتها وفي قلبي الكثير من الحزن والاسى على المغادرة ، لذلك أنا لم اتركها بالكلية لأنها في قلبي وفؤادي ، تركتها وانا محملا بتراث عظيم وكنزا ثمين وهي الاخوة والمحبة والود بيني وبين السعوديين بمختلف اطيافهم ، مما جعلني لا اشعر بالغربة هنا وانا بينهم .
- وكيف ترى العلاقات السعودية السنغالية ؟
العلاقة بين السنغال والسعودية علاقة تاريخية متينة ومتميزة ، وتربطهما ثنائية تاريخية اخوية وطيدة ، وأن أؤكد أن علاقة السعودية بالسنغال علاقة كبيرة فوق مستوى البشر وأكبر منا كمواطنيين البلدين ، فالسعودية لها مواقف مشرف جدا مه بلادنا ، والسنغال قدمت مواقف مشرفا أيضا تجاه إخواننا السعوديين ، فمصالحنا في جميع المجالات وفي المحافل الدولية ، هناك تعاون ومحبة ووجهات نظر متوافقة بين قيادة البلدين نأمل أن تستمر ذلك .
الشعب السعودي عظيم طائع لولاة أمره محبا لبلاده
- وماذا عن المواقف التي عشتها مع السعوديين طوال فترة تواجدك بينهم ؟
المواقف كثيرة وعديدة وربما المجال هنا لا يتسع لذكرها ، لكن أؤكد لك أن قدومي إلى السعودية اعدها رحلة تاريخية فأنا – ولله الحمد – وقبل حضوري إلى هنا أنا أحببت السعودية كبلد متميزة ، حضرت إليها دارسا ، واكملت تعليمي في المدينة المنورة وبقيت بها لمدة عشرة سنوات حصلت خلالها على درجة اللسانس ثم الماجستير ، والدكتوراه ، ثم عملت مدرسا بالجامعة لثلاثة أعوام ، بعدها التحقت بالسلك الدبلوماسي ، وقبل عودتي إلى بلادي ، كلفت ملحقا ثقافيا لبلادي في السعودية ، ثم مستشارا بعدها عينت قنصلا عاما بسفارة جمهورية السنغال لدى المملكة العربية السعودية ، والان ولله الحمد سفير لبلادي في جمهورية مصر العربية ، وبقائي في هذا الأرض الطيبة لمدة 28 عاما جعلتني صديقا وأخا للشعب السعودي قبل أن أكون مسؤولا في سفارة بلادي ، فهو في الحقيقة شعب طيب متميز ، ويتسم بالأخلاق الحميدة ، ومتمسك بطاعة أولياء امورها والتلاحم بينها وبين قيادتها ، وهذه المميزات يحتاجها أي شعب في العالم ، ومواقف خلال ثمانية وعشرون عاما كثير جدا لا يمكن حصرها ولنا في أيامنا هذه اسوة فهم حريصون بإقامة حفلات بالتوديع بمناسبة انتهاء فترة عملي على مستويات مختلفة وهذا قمة الوفاء ، وهذا التعامل جعلني في حيرة في نفسي وأتساءل دائما ماذا قدمت لهذا الشعب الطيب حتى يطوقونني بهذا المشاعر الطيبة !!؟
أحببت السعودية قبل الحضور اليها فبادلني شعبها نفس المشاعر
- طيب ماذا قدمت لهم في رايك حتى يعبرون عن حبهم الشديد لك بهذا الحجم ؟
أنا قبل قدومي للسعودية كنت محبا لها ولشعبها الطيب وهذا جعل المشاعر مع السعوديين متبادلة لأنها من أعماق قلبي ، كانت المنح للدراسة خارج السنغال تاتي كل مرة واكنت ارفض حتى اكرمني الله بمنحة دراسية في السعودية فوافقت على الفور ، دعني ابيح لك بسر ، أن اهلي واقاربي واصدقائي كانوا يؤكدون لي بانني أصلح للعيش في السعودية من شدة تعلقي بها ، وهذا الامر كان يؤكده لي أحد استاذتي الافاضل ، والحمد هذه المحبة جعلتني اتعلق بهذا الشعب العظيم وصدق ماجاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ” الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف” وأنا سعيد وانا اعتبر نفسي في بلدي ، والحمد أن ذاهب من السعودية إلى أم الدنيا مصر العربية ، والشعب المصري والسعودي شعب واحد ولن اجد صعوبة هناك ، قال تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”
مراكز الاحياء خدمات جليلة في ظل منظومة مباركة في هذه البلاد
- ودنا نسالك عن مناسبتنا الليل في مركز حي العمرة كيف رايت اللقاء ؟
خلال الزيارة عرفت أن هذا المركز يقدم خدمات كبيرة في المجالات الاجتماعية الاغاثية والإنسانية وغيرها وهو ضمن منظومة الدولة – حرسها الله – وأنا اشكرهم واهيب بالاستمرار في هذا العمل الجليل الذي يقدمونه للمجتمع في ظل حكومة رشيدة ، والعمل الإنساني كما يعرف الجميع يعد من أشرف الاعمال خصوصا عندما تشمل هذه الخدمة المعتمرين والزوار وحجاج بيت الله الحرام
**28 عاما وانا اشاهد كل جديد في خدمة الحجاج والمعتمرين
- على ذكر الخدمات دعني اسالك كيف ترى الخدمات الجليلة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية للحجاج والمعتمرين وقاصدي المسجد الحرام ومسجد المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم ممثلة في وزارة الحج والعمرة ؟
أنا خلال تواجد على هذه الأرض الطيبة لمدة 28 عاما ، كنت أشهد في كل عام إضافة خدمات جديدة وتطوير ما يقدمونه للحجاج والمعتمرين والزوار ، وهذه الخدمة مميزه جدا ، اذكر لك على سبيل المثال حادثة تدافعه الجمرات في ذلك الوقت قبل انشاء الجسر كيف كانت أواضع مشعر منى ، وكيف أصبحت الآن هناك فرق شاسع وعمل عملاق وجبار وبعض الخدمات لا يستوعبها العقل ولا يمكن أن تتوقع أنها تتسارع من العام للعام وتحدث تغيرا كبيرا جدا ، بالخدمات لكل قادم إلى الأراضي المقدسة تبدا من المطارات مرورا بالطرق السريعة المؤدية للمدينتين المقدستين ، فكل هذا يؤكد أن المملكة العربية السعودية تقدم خدمات جبار لحجاج بيت الحرام والمعتمرين والزوار ، فتحية لقيادة هذه البلاد وعلى راسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – اطال الله في عمره – وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ، اسال الله أن يجزيهما كل الجزاء وان يمتعهم بالصحة والعافية ويعينهما على خدمة حجاج بيت الله الحرام ، وانا أؤكد لك لأن كل الحجاج سعداء بالخدمات التي تقدم لهم خصوصا الحجاج السنغاليين ، من منا لم يتابع البوابة الالكترونية وماتقدمه من تسهيلات لا تتوفر في افضل الدول مما حول نسك الحج والعمر عيادة سهل تؤدي بيسر وسهوله يكفي أن تذكر أن الحاج يأتي للحج ويتنظر في المطار ساعه أو ساعتين الان اموره تخلص في دقائق ، والتسهيلات تبدا من السفارات بالخارج مرورا بالمطارات وحتى يؤدي القادم نسكه ، تحولنا من النقل بالحافلات إلى القطار السريع
- وماذا عن المنافع التجارية والسياحية بين البلدين السعودية والسنغال ؟
هناك تبادل تجاري وعلاقة بين البلدين وأتمنى تزداد هذه العلاقة قوة ، ونحن في السلك الدبلوماسي يقع على عاتقنا دورة كبير من تنمية وزيادة العلاقة التجارية والسياحية بين البلدين وأن شاء الله سنعمل على تطويرها وتنميتها بما يحقق طموح البلدين وقيادتهما ، وأكد لكم أن السنغال بلد سياحية من طراز جيد وأمل من إخواننا السعودية تحويل البوصلة إلى بلادنا ليروا ويشاهدوا ما تتميز بها السنغال من ثروات طبيعية وبيئة خلابة وجاذبه ، وهناك علاقة ثقافية راقية ابرزها إقامة معرض المملكة الذي ترك اثرا طيبا لدى شعبنا ، وانا دائما أطالب الشعب السنغال بضرورة التعرف على ثرات المملكة العربية السعودية كونهم مرتبطين بهذا البلاد روحيا ، ولو اتيحت لهم فرصة التعرف على ثروات هذه البلاد السياحية والثقافية لانبهروا بما فيها ، كما ادعو القائمين على الرياضة السعودية التوجه إلى بلادنا لاستقطاب نجوم الكورة قبل ذهابهم إلى اوربا ثم يأتون من اوربا الى هنا
**أيها الشباب السعودي التفوا حول قيادتكم لاستقرار بلادكم
- وصلنا للختام أذا كان لديك أضافة ؟
اولا اهنأ الشعب السعودي لقرب ذكرى التأسيس في الـ22 من شهر فبراير الجاري ، وبارك لكم هذا اليوم العظيم – يوم التأسيس- وأتمنى لهذه البلاد وشعبها الخير والاستقرار والتقدم ، واستمرار الامن والأمان ، وأقول لشباب المباركين جدوا واجتهدوا في بناء بلادكم والحفاظ على ما قام به ابائكم واجداكم حتى نراكم في مصاف الدول الكبرى ، التفوا حول قيادتكم بالمسع والطاعة ، والحفاظ على مدخرات بلادكم الذي حباها الله بالخير العميم وانا أتوقع اننا بعد العام 2035 سنرى سعودية أخرى اكثر تقدما واكثر قوة ومكان بين العالم اجمع ،وأتمنى لكم غدا مشرقا أن شاء الله ،وان نرى بلادكم يشار اليها بالبنان وتكون محط انظار العالم قاطبة ، وان اشكركم ، واشكرك صحيفتكم شاهد الآن الالكترونية على اتاحة الفرصة للتحدث