مع دخول شهر رمضان المبارك يذكّرنا بكل جميل في حياة المسلم ويومياته، التي لا تخلو من ذكريات ترتبط بالشهر الفضيل، ومن أبرز هذه الذكريات المحفورة في ذاكرة الأجيال هو “مدفع رمضان”.

وقد ظهر المدفع الرمضاني الذي ينقله التلفزيون يوميا وعلى الهواء مباشرة لحظة إطلاقه، في غرة رمضان بالإضافة إلى إطلاقه في الأعياد إيذانا بدخول العيدين.
وفي مكة المكرمة استخدم مدفع الإفطار كغيرها من مدن المملكة، حيث اعتاد المواطنون عامة، وأهالي العاصمة المقدسة خاصة، وجود مدفع رمضان الذي يكون إلى جانب الأذان، للإعلام بالإفطار ، وبالإمساك وقت السحور.
ويعتبر مدفع رمضان في مكة المكرمة آلة يتم نقلها بواسطة مركبة من مقر إدارة المهمات والواجبات إلى مكانه الذي خُصص له بجبل من جبال مكة المكرمة المتميز بارتفاعه وخلوّه من السكان وقُربه من المسجد الحرام، وأطلق على الجبل “جبل أبو المدافع”.
وتم عمل المدفع في مكة طيلة 50 عاما ماضية، قبل أن يتوقف قبل سنوات ، حيث جرت العادة في العاصمة المقدسة أن تطلق المدافع الصوتية، وذلك مع دخول وقت صلاة المغرب إعلاما بالإفطار.
مدفع رمضان بمكة المكرمة كان يقوم بإطلاق سبع قذائف صوتية، إعلانا لدخول شهر رمضان المبارك، ثم يبدأ مزاولة مهامه الرمضانية بغرفته المخصصة له.
ويكون تجهيز المدفع بالذخيرة اللازمة “قذائفه الصوتية” سنويا، حيث يتم استخدامها طوال شهر رمضان المبارك، وحتى أول أيام عيد الفطر.
ويطلق طلقة عند دخول وقت الإفطار، وأخرى عند دخول وقت السحور، وطلقتان للإعلان عن الإمساك كل يوم.
أما عند دخول عيد الفطر تدوي طلقاته الصوتية ابتهاجا بالعيد، ويتم نقله إلى غرفته بمقر المهمات بعد أن يكمل إنجاز مهمته.
عدد الطلقات التي يطلقها المدفع منذ دخول شهر رمضان المبارك حتى الإعلان عن دخول عيد الفطر المبارك، يبلغ مجموعها 150 طلقة.
كما يخصص عدد من رجال الأمن للعناية به وتجهيزه وتهيئته وصيانته وتنظيفه منذ وقت مبكر وطيلة الشهر الكريم.
يذكر أنه كان في مكة المكرمة عدة مدافع في مواقع مختلفة في عدد من أحياء مكة المكرمة، ثم توقفت كلها منذ سنوات، إلا مدفعا واحدا هو الذي يتم استخدامه فقط ، قبل أن يتوقف أيضا.
وعن سبب توقف المدافع ، ذلك بسبب توافر وسائل الإعلان المختلفة ووسائل الاتصال المتعددة والمتنوعة للإعلان عن دخول الشهر الكريم والإفطار والإمساك، ما جعل الحاجة إلى استخدام المدفع للإعلان عن ذلك غير ضرورية.





