كثير من الرجال الأفاضل لا يمكن أن نوفيهم حقهم نظير بيض صنائعهم، ونبيل أفعالهم، وكريم عطائهم، ولكن حسبهم الجزاء الأوفى من الله سبحانه وتعالى، وإنما نحن شهود الله فيما فعل ويفعل مثل هؤلاء الأكارم، وهم كُثر بحمد الله، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم “مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره”.
ولعلّي من واقع ما يبذله بعض أولئك الرجال من خير متواصل أتوقف عند مسيرة العطاء النبيلة للشيخ عبدالعزيز التركي، رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، والجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، والجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء “إيثار” الذي قدم من خلال هذه المؤسسات الإنسانية الكثير الذي أسهم في تعزيز النفع العام والعمل التطوعي وتحقيق الاستدامة في جميع جوانب العمل بالمؤسسات الخيرية.
لطالما كانت إدارة مؤسسات النفع العام مثار جدل حول الكفاءة والواقعية والإدارة العلمية التي تضمن تحقيق مستهدفات تلك المؤسسات والمضي بها إلى غاياتها على المدى البعيد، وفي هذا السياق ضرب الشيخ التركي أحد أروع وأوضح الأمثلة لاحترافية العمل الإداري في المؤسسات الإنسانية والخيرية التي حظيت برعايته وإشرافه وإدارته لها.
قدمت تلك المؤسسات، ولا تزال، خدمات جليلة لأفراد المجتمع، ودعمت قيم التكافل الاجتماعي بصورة مثالية، وشجعت الكثيرين على العمل بذات الأداء والوسائل التي تجعلها تتميز وتخدم شرائح واسعة من المجتمع، وبذلك فإن الشيخ التركي يصبح مؤسسة إدارية في خدمة الإنسانية، وهي شهادة يدلي بها كل من يتابع أداء مؤسسات النفع العام التي يديرها أو يشرف على أدائها.
تلك الاحترافية الإدارية وفّرت الكثير في برامج ومبادرات الجمعيات التي يرأس الشيخ التركي مجالس إدارتها، ويقف على تفاصيل أعمالها، ويدقدم له الدعم المعنوي والمادي والأدبي، لتمضي برسالتها وتنفذ مهماتها على الوجه الأكمل، بل وتكون قدوة ونموذجا لغيرها من الجمعيات والمؤسسات إذ أن استدامة النفع العام من الأمور الصعبة التي تحتاج إلى عبقرية إدارية يمكن أن نلتمسها في الشيخ التركي الذي لا نملك ف يالحقيقة إلا أن ندعو الله سبحانه ةوتعالى له بأن يتقبل منه وأن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يواصل تقديم هذه التجربة الإنسانية الرائعة إذ أنه بحق يمثل مدرسة خيرية تنتفع منها الأجيال على المدى البعيد.