قَضَيْتُ 8 أَيَّامٍ حَافِلَةٍ فِي حَيَاتِي لَنْ أَنْسَاهَا أَبَدًا وَهِيَ إِضَافَةٌ لِمِشْوَارِي فِي اَلْعَمَلِ اَلتَّطَوُّعِيِّ، عندما حضرت فعاليات اسمعني 5 listen to me، أيقنت أن الاهتمام بهذه الفئة يترك أثرًا طيبًا على ممارسيه، وعرفت أن الصم يسمعون كالأسوياء لكن بمشاعرهم، وتعبيراتهم، ورغباتهم، وإمكاناتهم
اِطَّلَعَتْ عَلَى قِصَصٍ إِنْسَانِيَّةٍ، وَجُزْءَ مِنْ اِنْتِصَارَاتِهِمْ، وَنَجَاحَاتُهُمْ، فِي مِشْوَارِ حَيَاتِهِمْ
عملت في مجال التطوع منذ الطفولة، لكن ما قدمته خلال 220 ساعة في “تحلية” الرياض حيث يقام اسمعني 5 تساوي عمري التطوعي الطويل جدا، كانت صاحبة السمو الأميرة تهاني بنت عبد العزيز آل سعود خلف هذه المبادرة الطيبة، ومهتمة بكل أصم، وضعيف سمع، وزارع قوقعة، رايتها بأم عيني تسهل، وتعين، وتحتضن، وتمد يد العون لكل ذوي الإعاقة الذين التقت بهم، تسهل أمر هذا، وتدعم ذاك، وتساعد معاقا، وتعين أصم، وتتابع زارع قوقعة، وهناك أمور خلف الكواليس لا يعلمها إلا الله، وأجرها عند المليك المقتدر لأنها نذرت نفسها بأن تكون صوتهم إلى المجتمع بأسرة
ومن خلال تلك المشاركة تيقنت أن الصم يسمعُون، وان من يخدمهم يجب أن يعمل بصمت، لأن صمتهم بوحٌ، وإشاراتهم ذات دلالات ومعاني تكسر جدار الصمت، تابعت قصة الطفل الذي أصيب بالصمم في العاشرة من عمره لكنه انتصر على الإعاقة، عشت تفاصيل قصة المرأة التي ولدت ابنا أَصَمَّا وسعت لإعادة التوازن لحياته فحققت نجاحا باهرا في إخراج ابنها من عالم الصامتين إلى فضاء المتحدثين، استمعت إلى حديث “شهد” اليافعة التي تحدثت إلى السامعين وهي في الأصل لا تسمع ولا تتكلم فجسدت انتصارها على الإعاقة، تابعت قصة الرجل الذي عاش في عالم الصامتين لعقدين ونصف العقد من الزمان ثم كسر الصمت وتحدث، زرت جناح بطل بناء الأجسام “سلمان” الذي يقاوم الصمم ببناء جسد قوي انتصر به وكسر حاجز الإعاقة، شاهدت منتجات، وإبداعات ورسومات، ولوحات هي من إنتاجهم وتظهر قدراتهم.
شكرا للنيابة العامة، وإدارة المرور، وحقوق الإنسان، وزارعي القوقعة، وتيسير، موائمة، تراحم، الدعوية للصم، وغيرهم
أهنئ “تهاني” الأميرة الإنسانة، أهنئ كل متطوع، وأصم، وسوي أسهم في تحقيق هذا النجاح الباهر، اهنيء نَفْسِي اَلتَّوَّاقَةِ لِتَقْدِيمِ اَلْمَزِيدِ عَبْرِ اِسْمَعْنِي 6 – إن شاء الله –
خرجت بتجربة ثرية علمتني أن الصم يتكلمون، ويسمعون، ويكسرون جدارة الصمت بقوة.