انتعشت أكبر مدينة خيام في العالم ومنذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الخميس بمقدم أكثر من مليون مسلم لبوا نداء الرحمن “لبيك الله اللهم لبيك”، بعد غياب قسري بهذه الأعداد لموسمين، وهذا المسعر العظيم الذي يقع داخل حدود الحرم “الحل” مشعر منى ذو مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم- عليه السلام- الجمار، وذبح فدى إسماعيل عليه السلام، ثم أكد فيه نبي الهدى محمد- صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع.
واكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة 1443 ه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بهدى الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم-.
ورافق توافد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى تحفهم العناية الإلهية الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته لمتابعة توافد الحجاج إلى المشعر وسط تكامل لمنظومة عمل مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج.
وتميزت حركة تصعيد جموع الحجيج لمشعر منى بالانسيابية وفق خطة مرورية شملت المحاور الرئيسية لشبكة الطرق، بمتابعة أمنية من سماء المشعر عبر طيران الأمن لضمان انتظام مرحلة التصعيد في حين سخرت مختلف الجهات الخدمية قدراتها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لجميع قطاعات الدولة المعنية بالحج للقيام على أكمل وجه وفق الخطط التنظيمية والتشغيلية لموسم حج 1443ه، التي تعد الأكبر بعد جائحة كورونا، وبذل كل ما من شأنه التيسير على الحجاج ليؤدوا عباداتهم ونسكهم بروحانية وطمأنينة، مع الحفاظ على المكتسبات الصحية المتحققة في مواجهة الجائحة.
وتابع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، عملية تصعيد الحجاج إلى منى، مؤكدين في تعليماتهما للجهات المعنية بذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم بيسر وأمان.
وسيؤدي الحجاج فيها صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم المبيت، ويستعد الجميع منذ ساعات الفجر الأولى من صبيح يوم غدا الجمعة الموافق ال9 من شهر ذي الحجة 1443ه المصادف لل8 من شهر يوليو الجاري 2022 للصعود إلى عرفات حيث ركن الحج الأعظم ليكملوا حجهم في يسر وسهولة ملبين مكبرين داعين الله بأن يتقبل حجهم ويعيدهم إلى أوطانهم كيوم ولدتهم أمهاتهم بعد قضاء يوم التروية في منى
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم.