تبينت ظواهر مجتمعية لا يميزها ألا قلة من البشر، وهو يعتبر سلاح اجتماعي يستخدمه الملهمون في براعة الصمت، حيث تتحدث الكلمات الباطنة مع نفسها بصمت، بعيداً عن ضجيج المجتمع ونقاشاته، تجنباً لمفاهيم مداخلات الحوار السلبي في نقاش الاحاديث، تجد صمت الانسان لنفسه وتحفظ كلماته حوار لا يفهمه البعض من البشر، هي لغة يخاطب بها الأنسان الجسد المنعزل، تحت تأثير البرود المعنوي الذي يحبسه الأنسان بداخله، وهو سلاح نفسي يستخدمه صاحبه لمواجهة العدو ومحاربته، بالسكوت الذي لا يزلزله أحد، ويرى نفسه من خلال نافذة الصمت هو الأفضل ، ويكرم نفسه بالسكوت ليتجنب نقاشات من لا يفهم براعة الصمت والحديث مع الأقرب لفكرهم .
فالصمت هو حوار العاقل الذي يحدث عقله قبل لسانه دائماً، ويعتبره البعض أثناء صمته أنه رجل غريب الأطوار ، له عالمه الخاص وسلوك لا يفهمه أحد، ألا من عاش حياة الصمت وجعل من سكوته مخرجاً ليتنفس منه، وهناك من يختار من الصمت طريقاً يعتبره طوف النجاة الوحيد لشخصيته والتحفظ على مكانته، بأسلوب الصمت الذي لا يفهمها البعض ألا قلة من البشر ، ويسعف نفسه بالتهرب من نقاشات الآخرين، فا هدوء عالمهم يعزلهم عن الضجيج أحياناً، فالمثقف يرى من الصمت الصبر والحلم عند الشدائد ، والجاهل لا يرمز من الصمت سواء الوضاعة والبلاهة، ومنهم من ينظر لهم نظرة اليتم والمسكنة، فأغلبهم لا يعلم ما في جعبتهم ولا سيما في صمتهم غامضون، فالصامتون يميزهم الحكمة ودهائهم يختبئ خلف الستارة، ويمثلها الرجل الصامت، الذي جاء بها تحت رغبات الحياة، فأغلبهم ينبه الآخر من الذين يلزمون الصمت، ويحذر الجميع من سكوت الأنسان الذي يعيش خلف ابتسامته فصمتهم وابتسامتهم دليل على ذكائهم وفهمهم للعثرات هذا الحياة.