لكل واحدٍ منا جهاته الأصلية والفرعية.. وما أجمل طرق تلك الأبواب الحديدية، والمثقلة بتعدد الألوان.
حيث تسحب الأيادي خيط الباب دون تكلفٍ أو ميعاد، وتنادي أمهاتنا الساكنة في الدار بأعلى صوتها: (أهنا أحد)؟
لتعانقك الإجابة بأقصى سرعة دون تجضر يذكر: (الله حاضر)!
ما عاد يشغلهم العتاب لأخذ المواعيد، وتصوير الأطباق في ذاك العهد، حيث ابتسامتهم تستبق خطواتهم في ذاك الدهليز المترف بخطوات الذهاب والإياب بين صاحب الدار وأهل الجوار!
فكم كانت بساطة الطفولة جميلة، وساعة ما ننظر لتلك الأرواح التي قد جدفت في بحر الحياة، وأمواج المعيشة الصاخبة بالمد أو الجزر؛ إلا ويجبرك القول بطهارة المعشر، وزاهية الجوهر على كل حال!
حتى أنني أدرت نواظري وعقارب وجداني للوراء، فتعثر بداخلي شوق الحنين، وزادنا توق الأنين..
ليتجرد اليراع باستنطاق تلك الجدران الطينية المزخرفة، والعطشى لهمس المطر ومعاني العطر على مقام العشاق “للسيكا”: “زارتنا البركة”.