نادي الوحدة بمكة المكرمة، من أعرق الأندية في المملكة العربية السعودية، وأول من حصد البطولات الرسمية عام 1377هـ، عندما حقق بطولة كأس الملك.
الوحدة ذلك النادي العريق، ظل أسيراً للخلافات فيما بين الوحداويين أنفسهم، مما ساهمت في تضرر النادي كثيراً بسبب فقدان الاستقرار الإداري، وبالتالي انعكس ذلك سلباً على نتائج الفريق الأول لكرة القدم.
المتأمل للفترة من عام 2008م إلى عام 2019م، وتحديداً منذ انتهاء فترة رئاسة الأستاذ جمال تونسي في 6/7/2008م إلى بداية فترة رئاسة الأستاذ سلطان أزهر في 1/7/2019، يجد أن هناك اثنى عشر رئيساً لنادي الوحدة، خلال أحد عشر عاماً فقط!.
هذا التعدد في عدد الرؤساء خلال تلك الفترة، يعطي دلالة واضحة على فقدان النادي للاستقرار الإداري، فلم يستمر أي مجلس إدارة فترة أربع سنوات، وفاقم من المشكلة الإدارية أن أغلب مجالس الإدارات في تلك الفترة كانت إدارات بالتكليف، لم يكن لديها خطط عمل استراتيجية للنهوض بالنادي، فكان من أبرز النتائج انتقال نجوم فريق كرة القدم إلى أندية أخرى، وعزوف الجماهير عن الحضور إلى الملعب.
من أبرز أسباب عدم الاستقرار الإداري في الوحدة، غياب الشخصية القيادية المؤثرة في الشأن الوحداوي التي يلتف حولها الجميع من أجل مصلحة الكيان، تلك الشخصية التي كان يجسدها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس مجلس أعضاء الشرف بنادي الوحدة، والتي افتقدها الوحداويون بعد وفاته في شهر مايو عام 2007م إلى اليوم.
حينما نسترجع الموسم الرياضي 2006-2007م نجد أن جنبات ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بمكة المكرمة، كانت تمتلئ بالجمهور الوحداوي، فقد كان الفريق يمتلك نجوماً حقق به أفضل إنجاز له في بطولة الدوري بتحقيق المركز الثالث.
لكن ما أن انتهت فترة رئاسة الأستاذ جمال تونسي في 6/7/2008م، ومن قبلها بعام وفاة الأمير عبدالمجيد، حتى بدأ الخلاف الوحداوي يبرز على السطح، وبدأ معه انتقال نجوم الفريق تباعاً إلى الأندية الأخرى، وأخذ الجمهور في العزوف عن الحضور في المدرجات، إلى أن حلت الكارثة في الفريق الأول لكرة القدم عندما صدر قرار لجنة الانضباط مع نهاية موسم 2010-2011م، بحسم ثلاث نقاط من رصيد الفريق، مما أدى إلى هبوط الفريق إلى مصاف الدرجة الأولى.
كان من نتائج هبوط الفريق في نهاية موسم 2010-2011م، أن أصبح فريق القدم لمدة أربع مواسم ضمن أندية الدرجة الأولى، خلال سبع مواسم، من موسم 2011-2012م إلى موسم 2017-2018م؛ وهو بذلك يعادل نفس الرقم في تواجد فريق القدم ضمن أندية الدرجة الأولى على مدى خمسة وثلاثين موسم، منذ بداية الدوري الممتاز موسم 1976 -1977م إلى موسم 2010-2011م، عندما لعب الفريق أربعة مواسم في الدرجة الأولى.
ختاماً؛ ما يحتاج إليه نادي الوحدة في الوقت الراهن، مع الدعم المالي الكبير من وزارة الرياضة لجميع الأندية، أن يظهر في المشهد الوحداوي شخصية قيادية مؤثرة، يلتف حولها جميع الوحداويين، من أجل العمل على مصلحة الكيان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*باحث تاريخي
m2aljahdaali@