تعمل جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة وعبر مراكزها الــ21 وكياناتها المختلفة وفرقها التطوعية على تحقيق التواصل الاجتماعي وتقوية العلاقات الأخوية بين أفراد الحي وتوظيف طاقاتهم بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، إلى جانب الجهد الإغاثي الكبير الذي يقدمه على مدار العام
وفي صحيفة شاهد الآن الإلكترونية ممثلة بمكتب مكة المكرمة نسجل جولة على تلك المراكز المنتشرة في أحياء العاصمة المقدسة وضواحيها، ونلقى خلال الجولة الضوء على أنشطة وبرامج كل مركز، وفي محطتنا بمركز حي المسفلة الذي يقع في الجنوب الغربي من العاصمة المقدسة ، عشنا خلال ساعتين تفاصيل كثيرة نوجزها في هذا التقرير
حيث أن مركز حي المسفلة واحد من أميز مراكز الجمعية تأسس مع تأسيس جمعية مراكز الأحياء كأول المراكز افتتاحا في العام 1425ه
مركز مترامي الأطراف
وهذا المركز الحيوي الهام مترامي الأطراف ورقعته كبيرة جدا، ولا يقتصر حدود عمله على حي المسفلة “كمسمى” وأنما يشمل أحياء عديدة، ونطاق عمله منطقة بلدية المسفلة الفرعية، وبلديه جنوب مكة “ولي العهد”، وحدودهم يبدأ من جنوب شارع المنصور إلى شرق الدائري الثالث “طلعة الأسمنت” إلى أطراف الشوقية، وصولا إلى مخطط أم الكتاد، والسبهاني ، والخياط، ومن شارع إبراهيم الخليل إلى مخطط ولي العهد جنوبا، ومخطط باخطمة، وحي النكاسة ، شارع أم القرى يمين الذاهب إلى الحرم، ويرتبط المركز بمركز شرطة الكعكيه كلها في حدود منطقتهم ولا زالت الحدود مترامية رغم إزالة أكثر أحياء المسفلة المتاخمة للمنطقة المركز القريبة من المسجد الحرام
بقعة واسعة من شح الساحات
والأماكن والساحات التي يمكن الاستفادة منها في تنفيذ مناشط المركز شحيحيه رغم المساحة الشاسعة التي يعملون فيها ويأتي ممشى السيد زينب الهلالية في مقدمة الأماكن المستفاد منها، وتشهد تنفيذ العديد من مناشط المركز منها اليوم العالمي للصحة، والاحتفاء باليوم الوطني، وغيرها من البرامج، كتكريم عمال النظافة، إلى جانب الاستفادة من حديقة المسفلة سابقا
ومركز المسفلة يقع في منطقة أغلب قاطنيها من ذوي الدخل المحدود مما يعني قلة الدخل والحاجة إلى العديد من البرامج والمبادرات خصوصا الإغاثية منها ، لذلك يتطلب العمل جهدا مضاعفا
قصة ملهمة في التأسيس
ولهذا المركز قصة تأسيس تحدث عنها رئيس المركز العميد متقاعد محمد بن عبدالله المنشاوي وقال “اجتمعنا مجموعة من أعضاء الحي وخرجنا بموافقة أحد رجال الأعمال بعقد اجتماع موسع في أحد الفنادق القريبة من الحرم، وفي ذلك الاجتماع استقطبنا نخبة أهال المسفلة ، لم يكن لدينا مقر أو موازنة، لكن خرجنا من الاجتماع بأمور إيجابية، وبعد مرور أسبوع استطعنا استئجار المقر وتأثيثه، وافتتاح، وأقمنا أول مخيم صيفي بعنوان” صيفك معنا له معنى “وأكد المنشاوي” أنهم في مركز المسفلة أول من أدخل المهرجانات التسويقية “الأسواق المؤقتة” وبعد ثلاث سنوات انتقلت الفكرة إلى الجمعية
أول من أدخل النساء في لجان المركز
ويعد مركز المسفلة أصحاب السبق في تأسيس اللجان النسائية داخل المركز وأسسوا أول لجنة نسائية ومازالت اللجنة تعمل بنشاط كبير، وهم أول من طبقوا بالتعاون من الشرطة فكرة أو مبادرة “الشرطة المجتمعية”
ولادة مراكز عديدة من رحم المسفلة
ومركز المسفلة كما هو معروف انسلخ منه مراكز عديدة منها مركز حي المنصور، ومركز حي الهجرة، ومركز بطحاء قريش، ومركز حي الملك فهد، وهم أول من أسسوا “الخط الساخن” للاستشارات المختلفة مع بداية عمل المراكز ومستمر حتى الآن
سواعد الحي التطوعي جناح العمل بالمركز
وضمن فرق ولجان المركز فريق “سواعد الحي التطوعي” أصحاب المنجزات المختلفة والحاصل على المركز الثاني في جائزة العمل التطوعي على مستوى المملكة، ولهم قصب احتضان الفرق الكشفية بشقيها “الكشافة والمرشدات” و “رواد الكشافة والمرشدات” نساء ورجال ”
ومن مفاخرهم احتضان مراكز الأحبة الثقافي بقيادة الأستاذ إبراهيم يحيى” أبو ليلى ”
وللاعتناء بالبيئة لهم جانب في المركز حيث يعد مركز المسفلة أو مركز بفتح العيادة البيئية بأشراف إحدى الكفاءات المكية في مجال البيئة، وهم أول من أقاموا مخيم تدريبي صيفي بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ولهم برامج رياضية نوعية مثل الفرفيرة البشرية، ودورة الغوص ، وغيرها من البرامج الشبابية والرياضية
الانشطة الاجتماعية تفتقد الدعم
وفي مركز المسفلة كسائر المركز يواجهون تحدي الشح المادي وأن اكثر الداعمين يتبرعون للبرامج الاغاثية ولا يدعمون الأنشطة الاجتماعية، والمادة وشحها أكبر تحدي يواجهونه في مركز المسفلة
في كورنا جعلوا من العقبة عتبه
وفي أزمة كرونا COVID- 19 جعل مركز المسفلة من العقبة عتبه ، وحولوا برامجهم إلى الفضاء الافتراضي إلى جانب الجهد الاغاثي الكبير، ولهم حزمه من الشراكات مع قطاعات خاصة وعامة أهمها الشراكة مع منتزه روائع المرح الترفيهي، إلى جانب الشراكات مع عدد من المستوصفات والقطاعات الكشفية
وفي مركز المسفلة خطة تطويرية لبرامجهم مستقبلا بما يفيد الناس بمضاعفة الشراكات، تنفيذ البرامج النوعية بمشاركة عدد من الجهات الشركاء، إلى جانب السعي إلى عدم تكرار البرامج وابتكار الجديد
ويتبع مركز المسفلة اعداد كبيرة من ذوى الحاجة والفاقة خصوصا المتعففين
والمسفلة كسائر المراكز يعانون من وجود أعضاء مجلس إدارة غير فاعلين شحيحي المشاركة مما يجعل العمل يقوم على عدد محدود من الأعضاء ، ورغم قلة الأعضاء المتفاعلين إلا ان المركز بدا كخلية نحل لا يهدأ
الهندي : نواجه التحديات بالإصرار والعزيمة .. ونسعى لتطوير برامجنا ونتلافى التكرار … وخير الناس أنفعهم للناس
وهناك التقينا بعضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي المميز الأستاذ إبراهيم بن أحمد الهندي والذي عبر عن فخره واعتزازه بالعمل التطوعي عبر المركز، مؤكدا أن خير الناس أنفعهم للناس، مشيرا في الوقت نفسه أن المركز يقوم على جهود ذاتية ويعمل دائما على تخطي كل التحديات التي تواجههم بالإصرار والعزيمة والعمل بتفان
وتحدث الهندي عن أهم خططهم المستقبلية في برامج المركز مؤكدا أنهم يسعون إلى تطوير كافة البرامج والأنشطة ويتلافون التكرار في تنفيذ العديد من البرامج ليتم أبعاد الملل على المستفيد
وحول أهم الشراكات قال الهندي “الحمد الله في شركاتنا في المركز نغطى كل شرائح المجتمع بدا من الطفل وحتى الكهل، ونقدم لكل شريحة احتياجها”
وحول أهم البرامج الإغاثية بالمركز أكد “الهندي” أن مشروع التموين عبر إحدى الشركات العملاقة تعد الأكثر رواجا، وهو يخدم شريحة كبيرة من أهالي الحي وطوال العام
وحول تفاني بعض أعضاء المركز في أداء مهامهم والمشاركة في الأنشطة والبرامج قال “الهندي”: “الحمد الله نعمل على مدار الساعة في خدمة المحتاجين، وأنا اسير العمل في المنزل والعمل وعلى مدارس الساعة، لا أتردد من إصدار خطاب أو إحالة مريض أو عمل توصية لأي قطاع”
