في زيارتي لمركز حي المسفلة التقيت بضابط شرطة متقاعد برتبة عميد ، يتحلى بالتواضع والبشاشة ، طلق الوجه ، مبتسم المحيا ، كَأَنَّهُ أَحَدُ اَلْعَامِلِينَ فِي لِجَانِهِ إِلَّا أَنَّهُ يَرْأَسُ تِلْكَ اَلْقَعْلَة ، ويتفانى في خدمة المجتمع ، كان عاشقا للنشاط الكشفي الذي قاده إلى الانخراط في السلك العسكري لتقارب البرتوكولات العام بينهما ، تحدث الينا حديث الخبير الواثق ، ذلك هو رئيس مركز حي المسفلة التابع لجميعة مراكز الاحياء بمكة العميد المتقاعد الدكتور محمد بن عبدالله منشاوي ، تحدث عن أمور كثيرة وقصص ملهمه اليكم تفاصيل ماجاء في الجزء الأول من حواره :
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا محمد بن عبدالله منشاوي ، ضابط شرطة متقاعد ، مكي المولد والنشأة ، عاشق الوطن ، محب لأقدس بقاع الأرض ، وخادم الحجاج والمعتمرين والزوار ، أبن مكة البار ، عاشق العمل التطوعي ، عملت فيه لنحو نصف قرن من الزمان بدات بالعمل التطوعي منذ نعومة اظفار مثل كل ساكني مكة وقاطنيها ، لان العمل التطوعي نتشربه من صدور امهاتنا ومنذ الولادة ، اسال الله أن يرزقنا فيها طيب العيش وحسن الادب ، والحمد الله على أن اختارني الله وجعلني من أهلها ورزقني نعمة جوار بيته الحرام ، اتراس مجلس إدارة مركز حي المسفلة واعمل مع زملائي في خدمة المجتمع .
أول اعمالي التطوعية حمل كيس احذية من ارفقهم إلى الحرم
- وهل تتذكر أول نشاط تطوعي مارسته في حياتك منذ الانطلاقة في هذا المجال ؟
أكيد عمل متعلق بخدمة الحجيج بكل الأحوال ، كنت أخدمه وارافق الحجاج والمعتمرين إلى البيت العتيق كمساعد مطوف ، ثم تطور الحال إلى أن أصبحت مطوفا واحمل رخصة لممارسة المهنة ، ومن مفاخري أنني كنت ارافق الحجاج إلى الحرم ويضعون احذيتهم في “كيس” كنت احمله طوال الوقت حتى ينتهوا من الطواف والصلاة والعبادة ، ثم يستلموا مني تلك الأحذية التي احملها على ظهري
الكشافة قادتني للانخراط في السلك العسكري
- وماهي أحب الاعمال إلى قلبك من العمل التطوعي والاجتماعي وهل ترك اثرا عليك ؟
أنا كنت محب للعمل الكشفي كونه نواة للعمل التطوعي ومتلق به ، وكنت أعشق العمل العسكري ونشاط الكشافة أقرب إلى العمل العسكري في الزي والانضباط وبعض البرتوكولات ، أتذكر جيدا أول بدلة كشفية اشتريتها كانت بقيمة “30” ريالا اخذتها من والدتي خفيه وكانت من محلات سيف الدين للأدوات الرياضية ، ولدى من ذكرياتها صورة بالذي الكشفي احتفظ بها لاعتزازي بها ، والنشاط الكشفي لا اخفيك في دمي منذ الصغر وتوجت عملي الكشفي بالالتحاق بالمجال العسكري
لا يتذوق حلاوة العمل التطوعي إلا من يمارسه
- طيب ماهي حسنات العمل التطوعي ، وماهو الحافز للاستمرار فيه في رايك ؟
العمل التطوعي جزائه عند الله ، ولا يتذوق طعم هذا العمل ويعرف قيمته إلا من يعمل فيه ، عندما كنت أعمل في الشرطة كنا نعمل لساعات طويلة حول الحرم في خدمة مرتاديه من الحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين ، ويأخذ التعب منا مأخذه ويبلغ منّا مبلغة ، ثم يأتي حاج أو معتمر أو زائر أو مصلي ويدعو لك ، فيزول تعبك تماما ، هذا هو الحافز في العمل الخيري ، من يعمل فيه يستمتع وحافزة رضا الله ثم اسعاد خلقه ودعواتهم الطيبة ، وانا لا زلت افتخر باني كنت حلقة وصل بين العاملين في العمل الخيري والجهات الأمنية رغم الخوف والوجل من أعمالهم ائنذاك لعدم معرفة الناس بالأعمال التطوعية بالشكل الصحيح ، وكان لي فخر تأسيس علاقة التعاون بين من يعملون في المجال التطوعي في مكة المكرمة والجهات الأمنية ، كان لدى قناعة بهذا الجانب ، وتسخير من الله استغليت موقعي في عملي الرسمي في الخير وفتح أبواب التعاون بين المتطوعين والجهات الأمنية
مسن التقى بزملائة بعد غياب 30 سنه ثم توفى
- ومن هم رفاق دربك منذ البداية في العمل الخيري وهل تتذكر أحد منهم الان ؟
أولا دعني أقول لك قبل بداية اعمال مراكز الاحياء أنا تنقلت بين احياء مكة حيث بدات حياتي في شعب علي ، ثم انتقلنا إلى الحجون ، ثم جياد السد ، ثم الرصيفة ، ومحطتي الأخير في الشوقية ، فهذا جعل شخصيتي متنوعه ، والحمد الله شاركت في لم شمل أهالي جياد السد قبل ربع قرن من الزمان بدانا بحفل معايدة بسيط في منزلي مكون من 5 إلى 6 اشخاص ، حتى اصبح اجتماعا سنوية يقام كل عام ، بعد معاناتهم في الانتقال إلى المخططات بعد ازالتها للتطوير ـ أتذكر من المواقف التي تركت اثرا في نفسي حضور أحد كبار السن – عليه رحمة الله – مقعد على كرسي متحرك في الحي في احد احتفالاتنا والتقي بمجموعة بعد غياب أكثر من 30 سنه وعاش ليلة مبهجه ، وبعد الاحتفال بيوم توفاه الله ، هذا موقف لا انساه ابدا ، وكذلك من احتفالاتنا في حي شعب علي والحجون
- على ذكر الاجتماع دعني اسالك هل النشاط الاجتماعي في الاحياء له اثر؟
نعم بالتأكيد لان هذه الأنشطة تربط المجتمع ببعض لان أسباب الجرائم من تفكك المجتمع ، وفي نشاط “الشرطة المجتمعية ” حققنا قيم كثيرا استفاد من المجتمع والفرد على حد سواء وعندما تحقق الهدف الاجتماعي يتحقق الهدف الأمني ويعم الاستقرار وتقل الجريمة إلى ادنى معدلاتها بل وتختفي تماما ، وهذه أحد اهداف جمعية مراكز الاحياء توطيد العلاقة بين افراد المجتمع
التعليقات 1
1 pings
زائر
27/10/2022 في 7:57 ص[3] رابط التعليق
جعلك الله ذخرا وعزا وفخرا لنا ولهذه البلد
وبمثلك يفتخر 🤍🤍🤍