▪︎قوله تعالى :
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}.. تنتشر في مجتعنا هذه الأيام، ومنذ زمن كثير من العناصر الغريبة التي تمارس سلطة عجيبة، ومستبدة على الموظفين في مجال عملهم .. فيوماً ما وفي أحد المناسبات التقيت بزميل، وصاحب قديم منذ مدة طويلة لم ألتقي به فكنت أعتقد اني سأجده شخصية جذابة، ورائعة، ولديه اسلوب راق نظرا لما يملكه من شهادات مميزة في أكثر من إتجاه، وخبرة طويلة في مجال عمله حسب ماكنت أسمع عنه، وما نقل لي، ولكن صدمت منه، ومن حديثه..؟
▪︎فتذكرت قول النبي ص : (أمسك لسانك، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك) .. ولكن للأسف تفاجأت لما رأيت منه، ومن أمثاله سواء في حديثهم أو نقاشهم أو طريقة كلامهم، والتي تدل على طريقة غريبة فيها شيء من التعالي، والترفع على الغير؟ والاستخفاف بآراء الآخرين .. وكنت أعرف في مجتمعنا فئة فيها بعض من هذه الصفات ومنذ زمن، ولكن قلت نفسي لعل وعسى قد تغيروا مع مرور السنين، ولكني وجدتهم كما هم بل زادوا عليها، وبأمانة بلادنا أصبحت مليئة بهذه الفئات..؟
▪︎وصدق الإمام علي ع حين قال :
(لا زِلتُ أَهابُ الرَجل حَتى يَتَكلمْ) .. فهذه الفئة من الناس لاتجدهم يحسنون الحديث، ولا يتقنون فن الرد ، ولا يجيدون حتى أبسط الانتقاد؟ فقلت متعجباً سبحان الله ماذا ترك هؤلاء المتعلمين للجهلة، والبسطاء، وأنصاف المتعلمين..؟ ولا يكتفون بذلك بل تراهم ينتقدون رجال الدين بشكل علني، ويعترضون على آراؤهم، ويتكلمون فيهم بغير وجه حق، وهم ليت لهم علاقة بالدين، وكأنهم هم الواعيين الفاهمين لمجرد حصلوا على بعض الشهادات..؟
▪︎وقد ابتلي مجتمعنا بهم خاصة هذه الأيام؟ حيث هم ممن ساهموا في فرض أنظمة غريبة في مقر أعمالهم، ولديهم حدة في التعامل، وقسوة وذلك على أبناء جلدتهم من الكادحين، والباحثين عن رزق العيش، لهم، ولعيالهم، ووضعوا أنظمة جديدة لم نسمع بها من قبل لايرضى بها الله ولا رسوله .. والحمدلله لم نسمع أن هناك كثير يعمل بها في بلدنا، وشركاتنا..؟
▪︎وقد تضع بعض الشركات شروط عجيبة عند القبول تضر ببعض الموظفين الصغار خاصة ممن لا عمل لديهم، ولم يلتحقوا بهذه الشركات إلا من باب الحاجة؟ .. فمنهم ممن لم يكمل سنوات قليلة معهم؟ فهم مستعدون للخروج بسبب تلك الأنظمة الحازمة .. فهناك قرارات أولاً تستغل حاجة الموظف ثم تحمله فوق طاقته..؟
ولا ندري هل مسموح لهم فرض ذلك في شركاتهم؟
ونحن نعلم سابقا أن الكثير من الشركات توظف، ولا تضع شروط معقدة تنفرهم نظرا لحاجة الشركات لموظفين، ولظروف الناس التي قد تجبرهم على ترك هذه الأعمال فتخسر الشركات؟
▪︎وهؤلاء للأسف عندما توجه لهم انتقاد على ذلك لا يقبلون من الآخرين..؟ فهم يحق له التدخل في غيرهم ويبدون آراءهم أما غيرهم فلا يحق له ..؟
والسؤال : أين الرأفة، والرحمة بالناس، وأين المواساة للهم ولظروفهم .. وماضر هؤلاء ذلك، وهم يعيشون حالة راقية، وفي رفاهية من العيش..؟
وليترك هؤلاء البسطاء يعيشون المعاناة، والألم من صعوبات هذه الحياة التي لا يستطيع أن يجاريها إلا من هو صاحب وضع مالي جيد أو ظروفه بخير والحمد لله ..
▪︎فواضح أنهم لايعلمون كم هي الظروف الصعبة التي تعيشها هذه الفئة ..؟
وسؤالنا الآخر لهم ولأمثالهم من مسؤلي هذه الشركات ..
إن لم ترفع منك شهادتك بشيء من الأخلاق، والتقدير للآخرين، ومراعاة ظروفهم فماذا استفاد الناس من هذه الشهادات؟ غير الشعارات، والفلسفة والتنظير، واستخدام سلطة عمياء لا تفيد، ولا تخدم أحدا من فئات المجتمع..؟
▪︎أما كلمة الختام والتي نوجهها لهم في حديثنا هذا، ولمن يسير على طريقتهم وهم كثر..!! – احساسك بمعاناة الآخرين من أرقى مراتب الأخلاق؟
(فأكثر ما أمتدح به نبينا الأكرم ص) سمو أخلاقه، وحسن تعامله، وصدق حديثه .
قد صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال :
*فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت..!!*
*فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..؟*
والسلام خير ختام .
التعليقات 1
1 pings
زائر
11/12/2022 في 10:31 م[3] رابط التعليق
صدفة في قولك كلام جميل تسلم بو احمد