ليس شرطا أن ننتظر اليوم العالمي للأم في 21 مارس من كل عام لنحتفل فيه فالأم يحتفل بها في أي وقت وتخلد ذكراها في أي وقت لأن منزلتها عظيمة وخصوصا في ثقافتنا العربية والأم في ثقافة الشعوب وفطريا لها مكانتها وهي أجمل ما في الوجود وهي الحضن الدافئ وهي نبع الحنان وهي القداسة والطهر وكما قيل هي أشبه بمؤسسة تعليمية موجودة بالمنزل وهي التي تتفانى وتضحي من زهرة عمرها وشبابها من أجل أبنائها وتسهر على راحتهم فالأم ودورها في حياة أبنائها أخذت حيزا كبيرا من اهتمام الفن التشكيلي العالمي بروائع تخلد دور الأم من خلال الرمزية والواقعية التي انتهجها كبار الرسامين العالمين وخصوصا مع بزوغ عصر النهضة في أوروبا مع بداية القرن السابع عشر والثامن عشر إلى القرن التاسع عشر وهي القرون المزدهرة في أوروبا في جميع المجالات والفن شكل أهم ملامح هذا العصر وفي ثقافتنا العربية نجد أن الأم لعبت أدوارا عظيمة في تاريخنا العربي والإسلامي وهناك نماذج لأسماء مضيئة من الأمهات لعبن وأثرن فيه وهناك أمثلة كثيرة على ذلك ونظرا لضيق المساحة يتعذر علينا سردهاوالشعراء العرب عبروا عن الأم ودورها بأجمل المعاني السامية عن وجودها وأهميتها في حياة أبنائها ومجتمعها ويقول شاعر تونس العظيم الراحل أبو القاسم الشابي عن قدسية الأم:
الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ
حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ
تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ
وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ
حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها
هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ
بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا
كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ
وهذا الشاعر اللبناني الكبير بشارة الخوري كما يلقب بالأخطل الصغير تيمن بالشاعر الأموي الرائع الأخطل يقول في جزء من قصيدته المشهورة “عش أنت” والتي تغنى بها المطرب المبدع الراحل فريد الأطرش وهي من روائع الشعر الفصيح المغني فالشاعر هنا صور الأم بأجمل الصور حين قال في هذين البيتين:
مَا قَلْبُ أُمِّكَ إِنْ تُفَارِقُهًا
وَلَمْ تَبْلُغْ أَشُدُّكْ
فَهَوَتْ عَلَيْكَ بِصَدْرِهَا
يَوْمَ الفِرَاقِ لِتَسْتَرِدَّكْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل 0555614480