طال عمر الانسان أو قصر، فإن لحظات السعادة فيه قصيرة جدا تحسب بالثواني، ومونديال قطر الذي أسدل عليه الستار مساء الأحد 18 ديسمبر الموافق لذكرى يوم الإستقلال القطري كانت من أجمل لحظات العمر لنا جميعا كعرب، وللقطريين كتبوا بحفل الختام أجمل السطر الأخير من رواية مليون ليلة وليلة في بطولة كأس العالم قطر 2022 ” الأجمل، الأرقى، الأفضل” لا أقول ذلك مبالغة، أو تعاطفا، فلقد سبق لي المشاركة في بطولات سابقة “إيطاليا 90، أمريكا 94، المانيا 98” وتابعت البطولة الأخرى باهتمام كبير بحكم عملي حتى روسيا 2018، فقلد كانت بطولة قطر الأعلى أمانا، الأكثر متعة، الأرقى تنظيما، الأفضل مستوى من كل الفرق عدا من حضرت الى الدوحة وفي أذهانها اهداف أخرى فقد رد الله العالم بالسرائر وما تخفي النفوس كيدهم إلى نحورهم وباؤا بالخسران المبين وخرجت من الكرنفال الجميل تجر أذيال الخيبة، وفتحت على نفسها أبواب المحاسبة، فيما واصلت الفرق الأخرى تقديم عروضها الكروي الجميلة في أمن وأمان “تمتع وتتمتع” أمام الجماهير المحبة للفن والعاشقة للرياضة والذي سجلوا أرقاما قياسية تضاف لارقام البطولة الفريدة
حتى كان الختام اللوحة الأجمل أداء، والأكثر متعة في نهائيات كاس العالم بين المنتخبين الأفضل الارجنتين التي رقصت التانجو 80 دقيقة بقيادة الظاهرة ميسي حتى أن الكل أيقن أن الفرح قد حط رحاله في الارجنتين وينتظرون فقط وصول الكاس من الدوحة، لنفاجأ بإفاقة الديك الفرنسي من سباته في دقيقتين فقط أعاد فيها المباراة إلى نقطة البداية وجدد الأحلام والآمال في بلاد العطور بقيادة الموهوبة الخارقة “مبابي” ، وبين هجمة هنا، وأخرى هناك كانت القلوب تخفق، والاجساد ترتجف من نهاية دراماتيكية أطلق الحكم البولندي صاحب الثلاث ركلات جزاء في المباراة صافرة النهاية للوقت الأصلي لإجمل نهائي، وبدأت الأوقات الإضافية وعاد فرقة التانجو للرقص وسجلوا هدفا ثالثا حتى الكل أيقن مرت أخرى أن الكرة أنصفت الأفضل عطاء في المبارات ، لكن “مبامي” كان له رأي آخرى بادراك هدف التعادل ليزيد من دقائق المتعة والجمال للنهائي الفريد، ويترك الحسم لركلات الترجيح فكان القول الفصل والفعل الامضى للحارس لافضل حراس الدورة الثانية والعشرين “داميان مارتنيز” الذي توج الارجنتين باللقب الثالث ليكون أول فريق أمريكي جنوبي يجمع بين بطولة القارة وكاس العالم ، وتنصف البطولة الظاهرة “ميسيى” بعد طول عناء بإكمال عقد القابة الفريد، ولم يخرج ثنائي الابداع في المباراة الختامية “ميسى” و”مبابي” من المهرجان بدون تكريم فقد ذهب لقب الهداف لصاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف في نهائيات كأس العالم مبابي “هاتريك” ولقب الأفضل لميسى الذي ستظل صورته وهو يرفع كأس البطولة بالمشلح العربي خالدة عبر التاريخ كدليل على الهوية العربية للبطولة العالمية، وكانت تلك مبادرة أخرى تضاف لقطر أميرا وشعبا على جمال التنظيم والابداع فيه.