حمل سفينة نوح بأمر من الله وجرى بها في موج كالجبال، وأغرق السفينة التي لا يمكن لأي قوة أن تقهرها (تيتانيك) حسب زعمهم ، حمل موسى طفل رضيع وأغرق فرعون الملك الجبار ، وأرسله الله على مساكن وجِنان قوم سبأ فدمرها ، يبلغ ثلثي مساحة الكرة الأرضية ، إذا شح أزهق وإذا طغى أهلك وإذا أعتدل أنبت ، فما بال بعض الناس لا يهابونه وهو جند من جنود الله يمسكه عن من يشاء وينزّله على من يشاء فيحيي به ما يشاء ويهلك به من يشاء ، ذلك هو الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي.
الله سبحانه وتعالى (علم الإنسان مالم يعلم ) ومن الأشياء التي تعلمها الإنسان في عصر التقنية الحديثة هي مواعيد هطول الأمطار وأماكن نزوله بنسبة عالية وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ولكن مازال الإنسان يجهل كمية الأمطار التي سوف تنزل ولذلك وجب علينا أن نحتاط من هذا الباب حتى لا تزهق الأرواح فالمشكلة ليست في نزول المطر ولكن كميته ، وقد رأينا بأعيننا كيف أن كمية الماء الكثيرة أغرقت منازل بأكملها وحملت السيارات والقت بها في مكان واحد متراكمة بعضها فوق بعض ، صحيح ان عدد الوفيات كان قليل ولكن هلكت الاموال وانقطعت السبل.
نحن كمواطنين ومقيمين وجب علينا حماية أنفسنا وممتلكاتنا بإتباع ما تصدره الجهات الرسمية من تحذيرات ، وحسنا فعلت وزارة التعليم بمنح صلاحيات وقف الدراسة وعدم حضور الطلبة والمعلمين لبعض المدراء حفاظاً على الأرواح وقد ساهم هذا القرار في حفظ الأرواح من الأمطار الأخيرة على منطقة مكة المكرمة فليس هناك أهم من حياة الإنسان مهما كان ونتمنى أن تحذوا حذوهم باقي الجهات الحكومية والشركات فقد أكتسبنا خبرة العمل عن بعد أثناء جائحة كرونا ونستطيع أن نفعّلها مع هطول الأمطار وأي كارثة أخرى قد تحصل مستقبلاً لا سمح الله.
في حديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال ( لن تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبله منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً ) او كما قال ، وهذا يعني أن الطقس والبيئة سوف تتغير في بلاد العرب من صحاري وجبال إلى مروج وانهار ، فهل مدننا الحالية وطريقة البناء في المملكة العربية السعودية وتوزيع السكان والمساكن قادرة على التكيف مع تغيير الطقس او اننا سوف نعاني من غرق الأرواح وهلاك الممتلكات مع كل موسم أمطار ، فإذا طغى الماء لا يعلم مداه الا خالق السماء.