سعودية تتحدى إعاقتها لتبدع في فن نباتات “تيراريوم”
صفية الخليفة: أعمل دائماً على قهر إعاقتي بكل ما هو جميل في الحياة
لم تعلم الطفلة “صفية” ذات العامين من عمرها، بأن سيارة خاطفة على الطريق، ستحرمها المشي طوال عمرها، حين دهستها السيارة وأصيبت بشلل نصفي، لتواجه الحياة بروح متألم يخالطه الأمل والسعادة، حتى استطاعت أن تتحدى إعاقتها، وتتحرر من مقعدها المتحرك، وتكمل مسيرة دراستها وتحصل على بكالوريوس تخصص محاسبة جامعة الملك فيصل.
لم تقف “صفية الخليفة” مشوارها، لتبدع اليوم في تصميم وصناعة فن “تيراريوم” باعتباره أحد الفنون المبتكرة الحديثة في زراعة أنواع معينة من النباتات على شكل حديقة صغيرة، أو منظر طبيعي داخل إناء زجاجي مفتوح أو مغلق، لتكون بذلك المبدعة الوحيدة في الأحساء -شرق السعودية- في هذا النوع من الفن وتدشن متجرها بدعم والديها وأسرتها بالكامل.
الشابة الطموحة التي تحدت إعاقتها دفعها الفضول لتعلم هذا الفن بشكل ذاتي، عبر البحث ومشاهد اليوتيوب، حتى استطاعت المشاركة في العديد من مشاريع النباتات مع شركة أرامكو في “بقيق” لصناعة حديقة طولها 6 أمتار مستخدمة أسلوب فن “تيراريوم”.
وتقول “صفية” في حديثها إلى “العربية.نت”: أنا مدربة تمكين حياة وأعمل جلسات life couch، ولدي حساب في الإنستغرام أقوم بالتحفيز ونقل تجاربي، كما أعمل دائماً على قهر إعاقتي بكل ما هو جميل في الحياة، واستطعت تعلم القيادة، والآن أقود سيارتي وأقضي مشاويري على الرغم من شللي النصفي، كما خضت تجارب كثيرة حتى توصلت إلى تصميم النباتات باستخدام فن “تيراريوم”.
وأضافت أن “تصاميم فن التيراريوم، متنوعة وأشهرها هي التي تُعمل في علب زجاجية مغلقة، تحتوي على نباتات كغابات بيئية استوائية، وتضاريس مختلفة منها الهضبية والجبلية والبحريات، ويستخدم لهذا النوع من التصاميم نباتات معينة وإضاءة خاصة، وله مظهره الجذاب، ويتميز ببيئته الحيوية، حيث يتبخر الماء ويتكاثف ويرجع يروي نفسه بذاته، فالعناية به شبه ذاتية ويتم رشه بالماء فقط مرة واحدة خلال الشهر.
كما أضافت: “أعمل ضمن مشروعي تصاميم فن “الموس وول” وهي نباتات تتم عليها عدد من العمليات لتصبح محنطة، وعملنا الكثير من الجداريات من هذا النوع والتي لا تحتاج عناية أو رشا بالماء، كما تبقى لوحة فنية طبيعية جاذبة”.