أثناء عملي في جريدة الندوة ، تواصلت مع معالي الدكتور محمد عبده يماني ـ يرحمه الله ـ لاستضافته في حوار عبر جريدة النـدوة ، وكان وقتها قد ترك وزارة الاعلام ، فأجاب معاليه أود أن تحضر لقاء رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة الشيخ صالح كامل ـ يرحمه الله ـ مع رجال الأعمال في مكة المكرمة والذي سيقام بفندق حياة ريجنسي ، ففيه مادة إعلامية جيدة تفيد المجتمع الاقتصادي والعام ، والتزمت بنصيحة معاليه ـ يرحمه الله ـ وحضرت اللقاء ، لأخرج يومها بلقاء حصري مع الشيخ صالح كامل ـ يرحمه الله ـ .
ومعالي الدكتور محمد عبده يماني ـ يرحمه الله ـ عرف بشخصيته المتواضعة مع الجميع ، وهو نتيجة لطبيعته التي نشأ عليها ، فهو من مواليد جبل السبع بنات بحارة أجياد ، عام 1360 هــ بمكة المكرمة المدينة التي عرف أبناؤها بتواضعهم ، وحرصهم على خدمة قاصدي البيت الحرام من حجاج ومعتمرين ، ووالده العم عبدالله عبده يماني ـ يرحمه الله ـ ، كان له دكان متواضع بالمسفلة أمام حديقة المسفلة من ناحية الدفاع المدني ـ حاليا ـ ، وكان معاليه يحضر نهاية الأسبوع لوالده ويجلس على كرسي متواضع امام دكان والده دون خجل أو تكبر ـ يرحمه الله ـ .
وبدأ حياته التعلمية بحلقات التعليم بالمسجد الحرام ، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة وانهى تعليمه العام بها ، ليلتحق بعد ذلك بجامعة الملك سعود حيث حصل على البكالوريوس في العلوم قسم الجيولوجيا والكيمياء عام 1383 هـ / 1963 م ثم حصل على درجة الماجستير في الجيولوجيا الاقتصادية 1386/ 1966 ودرجة الدكتوراه من جامعة كورنيل في أمريكا بولاية نيويورك في الجيولوجيا – اقتصاديات المعادن – وكانت رسالته عن الثروات المعدنية في المملكة العربية السعودية عام 1388 هـ /1968 م بالإضافة إلى دبلوم في إدارة الجامعات من جامعة متشجن في نفس العام.
بدأ حياته العملية بعد تخرجه من الجامعة معيدا ، وبعد عودته وحصوله على الدكتوراه عام 1388/1968 عمل محاضرا، ثم ترقى إلى وكيل الكلية في جامعة الملك سعود بكلية العلوم ثم عين وكيلا لوزارة المعارف عام 1392 هـ / 1972 م، ثم مديرا لجامعة الملك عبد العزيز خلال الفترة من 5 شعبان 1392 – 7 شوال 1395هـ فوزيرا للإعلام في خلال الفترة من 8 شوال 1395هـ – 11 رجب 1403هـ
ثم عمل نائباً لرئيس مجموعة دلة البركة ، وتولى رئاسة مجلس إدارة عدد من المؤسسات والشركات التي تُعنى بمجالات الثقافة والنشر والصحة والعلوم والتعليم والتنمية والاستثمار، بعضها محلية وأكثرها عربية وعالمية.
أما عضوياته فهو عضو في مجالس إدارة عدد من المؤسسات العربية والبنكية والأدبية والخيرية.
وهو عضو مؤسس لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة ، وعضو المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي.
له العديد من المؤلفات ، باللغتين العربية والإنجليزية منها: خديجة بنت خويلد.. سيدة في قلب المصطفى ، إنها فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، بدر الكبرى المدينة والغزوة ، بدر الفرقان يوم التقى الجمعان ، علموا أولادكم محبة رسول الله صلى الله علية وسلم ، للعقلاء فقط ، علموا أولادكم محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، السيدة عائشة وأمانة الرواية ، إنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصحابي الجليل أبو هريرة.. والحقيقة الكاملة ، كيف نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لماذا لم يُعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف صام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تأدبوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هكذا حج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والدا النبي الكريمان صلى الله عليه وسلم ، اجداد النبي صلى الله عليه وسلم ، علموا اولادكم ذكر الله.
التأمين بالدعاء ، المعادلة الحرجة في حياة الأمة الإسلامية ، مستقبل التعليم في العالم الإسلامي ، قادم من بكين والإسلام بخير ، روسيا والمسلمون ومحنة الانفتاح الجديد ، المسلمون السود في أمريكا القصة الكاملة ، أفريقيا لماذا ، أضواء على البنوك الإسلامية ، البابية ، حوار مع البهائيين ، أحاديث في الاعلام ، الاعلام العربي ما بعد أزمة الخليج ، الأمن المائي العربي المشكلة والحلول ، السعودة وجها لوجه ، كلمة طيبة ، الجيولوجيا الاقتصادية ، نظرات علمية حول غزو الفضاء ،الأطباق الطائرة حقيقة ام خيال ، وغيرها .
حصل على العديد من الأوسمة منها ، وشاح الملك عبد العزيز ، والميدالية التقديرية من حكومة أبوظبي ، والميدالية التقديرية من حكومة قطر ، براءة وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى من الملك حسين ، براءة وسام الاستحقاق الوطني درجة ضابط أكبر، من رئيس جمهورية فرنسا ، وسام إيزابيل لاكوتولييكا الكبير مع براءته من ملك إسبانيا ، ووسام (مهابوترا أوبيروانا) مع براءته من جمهورية إندونيسيا ، وسام برتبة قائد (كوماندوز) من جمهورية وريتانيا.
توفي مساء يوم الأثنين 2 ذي الحجة 1431 هـ، نتيجة نوبة قلبية حادة ، وصلي عليه ظهر يوم الثلاثاء ، ودُفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة ـ يرحمه الله ـ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com




