قبل أيام قلائل مضت استضاف الزميل الأستاذ فريد مخلص عبر برنامجه الإذاعي الشهير بإذاعة جدة ” مركاز الفريد ” الأستاذ فيصل محمد بدر في حديث حمل الكثير من الذكريات عن باب الكعبة المشرفة الذي تم صنعه في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ ، وما يقوم به آل بدر خلال الفترة الحالية من أعمال صيانة للباب وباب التوبة وإطار الحجز الأسود .
وأثناء سماعي للقاء تذكرت أول لقاء صحفي أجريته أثناء عملي بجريدة النـدوة مع سادن الكعبة المشرفة الشيخ عبدالعزيز الشيبي ـ يرحمه الله ـ ، وكان اللقاء في داره وتشرفت حينها بالاطلاع على مجموعة من الصور لأسرة الشيبي ، كما تشرفت بالإمساك بمفتاح الكعبة المشرفة لأول مرة .
وبعد أن تولى الشيخ عبدالقادر الشيبي ـ يرحمه الله ـ سدانة الكعبة المشرفة ، تشرفت بالالتقاء به ، ووجدت لدى السادنين كل تقدير واحترام وتواضع ، ، كيف لا وهم أحفاد بني عبدالدار الذين أقرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لسدانة البيت الحرام، وهم من نزل فيهم قول الحق تبارك وتعالى «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سميعاً بَصِيرًا» (سورة النساء الآية 58).
وفي بحث بعنوان ( “الحجامة” للكعبة المشرفة قبل الإسلام دراسة تاريخية حضارية، للأستاذ الدكتور أحمد محمود صابون، والأستاذ الدكتور رشاد محمود بغدادي ) ، والتي صدر في كتاب عن كرسي الملك سلمان لدراسة تاريخ مكة المكرمة.
وفي هذه الدراسة يوضح الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، المشرف على كرسي الملك سلمان لدراسة تاريخ مكة المكرمة ، أن الكتاب “يلقي الضوء على هذه الوظيفة الشريفة التي تعلقت بأعظم بيوت الله وأجلها، وهي الكعبة المشرفة، فيمهد الكتاب بذكر الخلاف في تاريخ عمارة الكعبة المعظمة وأول من بناها، وأول من جعل لها بابا، ثم ينتقل للحديث عن الفرق بين سدانة البيت وحجابته، ثم ابتداء أمر من تولى سدانة الكعبة المشرفة وتسلسلها التاريخي عبر القرون الطويلة إلى العصر الجاهلي الذي سبق ظهور الإسلام ومبعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قبيلة قريش وإقراره لها يوم فتح مكة في يد بني عبدالدار الذين بقيت فيهم متوارثة إلى يومنا “.
وأوضح الباحثان أن “السدانة والحجامة عمل مرتبط بخدمة الكعبة المعظمة والإشراف عليها، وهي من الأعمال الدينية والاجتماعية الرفيعة ومن الوظائف الشريفة التي خص بها الله سبحانه وتعالى من شاء من سكان البلد الحرام، وهي تنتقل بالوراثة إلى الأكابر من الأبناء، وبدأت من زمن إسماعيل عليه السلام وأبنائه من بعده حتى زمن قريش في مكة بزعامة قصي بن كلاب، واستمر هذا الشرف بعد فتح مكة في العام الثامن للهجرة، وإبان العصور الإسلامية حتى الوقت الحاضر”.
وختاما أقول ما أجمل ان نسمع ونقرأ عن تاريخ الكعبة المشرفة ، ومن عملوا ويعملوا على خدمتها ، وصيانة أبوابها ، ففي كل لقاء وكتاب معلومة تجذبنا نحو ثقافة نحتاج إليها للرد على السائلين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com
التعليقات 1
1 pings
د. محمد بن حسين الحارثي الشريف
13/04/2023 في 2:15 ص[3] رابط التعليق
شكرا أستاذ أحمد، الصحفي المتخصص في الحج والعمرة والباحث في تاريخ مكة، معلومة قيمة ومفيدة.
واسمحوا لي أن أعتب على الصحيفة، لتكرر خطأ بالتأكيد غير مقصود، كتابة ( الحجامة) بدل ( الحجابة) ، وهناك فرق
كبير في معنى ومفهوم المصطلحين. فالحجابة غير الحجامة..!!