هذا المقال ليس لتفضيل وجبة على إخرى، فأنت أدرى بما ينبغي أن تتناول، ولا يضرك!
لكن قد يكون فيه وجبة روحية، تعرفها عند إتمام المقال..
وقبلها هناك تساؤل:
– لماذا خصّ الله الصوم بالجزاء المفتوح بقوله في الحديث الشريف: قَالَ رَسُول الله (قَالَ اللَّهُ: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ” … الحديث؟..
حيث أن الأعمال كلها لله، وهو الذي يجزي بها.
اختلف العلماء في ذلك على نحو عشرة أوجه لسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل، وأهم هذه الأوجه:
أن الصوم لايقع فيه الرياء كما يقع في غيره، إذْ
لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يُطلّع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه، ولهذا قال في الحديث: (يدع شهوته من أجلي)، وجميع العبادات تظهر بفعلها، وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ (يعني قد يخالطه شيء من الرياء)، بخلاف الصوم.
وقديما كان الناس يتداولون “نكتة” عن رجل مجهول رآه إمام مسجد يحسن الصلاة، فأثنى عليه من باب التشجيع، فردّ عليه المصلّي: “هذا وماني متوضي ياشيخ” !
وهي وإن كانت مجرد “نكتة”، إلا أنها تحمل في ثناياها رسالة تربوية لتجريم شناعة الرياء وأنه ممقوت من الخالق والمخلوقين.
ماكنت لأكتب عن هذا الموضوع لولا تكرار الحالات في كل عام، وحتى يرعوي أمثال هولاء الذين “يتحفوننا” بضجيجهم الممقوت، حول تفرّغهم الروحاني للعبادة، ومحاولة إسكات الجميع من أي رسائل أو مشاركات، سوا مشاركاتهم هم عن “إخلاصهم” لله في العبادة !
ولربما شاهد بعضكم رسالة تلخّص ماقاله أحد المشايخ عن “الاستعراض بالعبادة”، والتي من المفترض أن تكون موجهة لربّ العباد، وليس للعباد، ومن تلك الرسائل التي نشاهدها كل عام:
– سأتفرغ في رمضان للعبادة، ولذا سأغادر “الواتس أب”، نلتقي فيما بعد !
– باتجاه مكة الآن لأداء العمرة” !
– أنهينا العمرة، وقد دعوت لكم من أمام الكعبة !
– في الطريق لزيارة المدينة المنورة !
– إطالتي للسجود تجعلني أحيا حياة جديدة !
– برغم مشاغلي الكثيرة فقد ختمت القرآن عشر مرات!
وغيرها وغيرها الكثير مما ورد ومما لم يرد !
فلمَ كل هذا الضجيج؟!
تستطيع فعل ذلك، يارعك الله، دون أن تخبرنا..
رفقاً بإخلاصك..
ماذا أبقيت للَّه ؟!
وأين إخفاء العمل والإخلاص فيه لله وحده ؟!
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فقد أخبرنا العلم أن تسمكة القدّ تبيض في أعماق المحيط في أواخر الشتاء مابين ثلاثة إلى سبعة ملايين بيضة في المرة الواحدة، تفعل ذلك بكل هدوء ودون أن يسمع لها صوت!
بينما تضع الدجاجة بيضة واحدة ويسمع صراخها كل الجيران !
بمعنى: أن بعض ربـات البيوت ماتتفتأ تنشر وتستعرض عبر “السنابات” أو “انستقرام”، أو أي وسائل أخرى، عن “تفنّنها” وطبخها وطبيخها لأهل بيتها أو زوجها، وهو حقيقة “تمنّن” واستعراض ممجوج ممقوت.
كتبنا مسبقا عن “أعمالهن في رمضان”:
لكن لايعني هذا أن يفطر البعض أو يتسحّر على كلـ هذه ”الكمية” من المنّ والأذى !
”خلاص يختي” عارفين أنك “الشيف” العالمي الأوحد، وكان المفترض اختيارك في برنامج “توب شيف”، لكن هناك تحيّز ومحسوبيات -ربما- من فريق الإعداد !
ألا رفقا بالعقلاء من أهليكم وأقربائكم وأصدقائكم وزملائكم، رفقا من الاستخفاف بعقولهم ومشاعرهم، بل رفقا بأنفسكم وإخلاصكم، واتركوا شيئا واحدا، ولو لمرة واحدة، لربّكم !
كتابنا
> الأسماك؟.. أم الدجاج؟ …
الأسماك؟.. أم الدجاج؟ …
19/04/2023 1:04 ص
الأسماك؟.. أم الدجاج؟ …
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/214584/