مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي واكتساحها كل البيوت، ظهروا الأشخاص الذين أطلقنا عليهم مسمى مشاهير، وهم عبارة عن اشخاص يتابعهم الكثير من الناس لأي محتوى يتم تقديمه من خلالهم إن كان محتوى تسويقي، أو طبخ أو غناء وغيرها، فقد كان للمشاهير دور كبير في نشر إعلانات ومنتجات مختلفة، إن كانت مفيدة أو غير مفيدة، وللأسف أن أكثر من تعرض لهذه الإعلانات وقام بتصديقها هم فئة الشباب حيث أنهم اصبحوا ينجرفوا ورائهم دون إدراك ويقلدون حياتهم دون وعي، ومراحل هذا الانجراف هي:
اولاً: يتابع هذا المشهور فقط لأنه اُعجب بالمحتوى المُقدم في حساب هذا المشهور
وثانياً: يستمر في متابعة كل جديد له وبشكل يومي ويبدأ بالحديث عن هذا المشهور مع من حوله
ثالثاً: يتم التعامل مع متابعة هذا المشهور كَـشكل روتيني
رابعاً: يبدأ بتقليد هذا المشهور بحركاته أو لبسه أو الذهاب إلى الأماكن التي يزورها المشهور ومن الممكن أن تصل إلى انه يقلده حتى في طريقة كلامه وتفكيره وهذا ما نسميه (هوس) وهنا يكون الموضوع اصبح ضد المُتابع، لأنه مع الأسف فقد شخصيته، حيث انه بدأ يتعامل مع حياته بقناع شخص آخر وممكن أن تصل فيه إلى انه يبدأ صراع مع اهله من الناحية المادية التي يحتاجها لكي يجرب كل شيء قام بتجربته هذا المشهور، وصراع آخر مع ذاته لأنه سيفعل أمور لا تناسب شخصيته او مجتمعه وبذلك تبدأ حياة الفرد بالتوتر وسيظهر منه سلوكيات عدوانيه ضد من حوله أو سلوكيات لم يكن يعترف بها أو لم يكن يؤيدُوها، وظهرت الكثير من الدراسات على هذا الأمر و احدى هذه الدراسات هي دراسة أجرتها نوف آل الشيخ عام (2006م) حيث قامت بدراسـة (911) طالـب وطالبة من جامعة الملك سعود بالرياض وجامعة الملك عبـد العزيز بجدة، وتهدف الدراسة إلى التعرف على اتجاهات العينة نحو تأثير العولمة الثقافية المتمثلة في برامج القنوات الفضائية، واسـتخدام شـبكة الإنترنت على القيم وكذلك معرفة مدى اسـتخدام تقنيات الاتصال الحديثة بين أفـراد مجتمع الدراسة، واعتمـدت الباحثة على منهج المسح الاجتماعي عـن طريق العينة العشوائية، واستخدمت الاستبانة كوسيلة لجمع البيانات، وتوصلت الدراسة إلى : أن هناك اقتناع لدى مجتمع الدراسـة بـأن وجـود الإنترنت أدخل تغيرات إيجابية في أفكار الشباب – أيد بعض أفراد العينة فكرة شراء كل ما هو جديد من أجل مجاراة الآخرين – أن أفراد العينة لا ترى أهمية لبرامج التـسوق الدعائية الموجودة في الإنترنت والقنوات الفضائية – يرى أغلبية أفراد العينة أن توفر تقنيات الاتصال الحديثة يمنح الشعور بالاستقلالية والثقة في النفس.
وتعقيباً على هذه الدراسة والكثير من الدراسات التي تشابهها في النتيجة أن الشباب يجب توعيتهم من ناحية انجرافهم وراء المشاهير، ويجب ادراج منهج التربية الإعلامية في المدارس لما نشهده من تطور كبير في برامج التواصل الاجتماعي وايضاً لما نشهده من تعلق وادمان فئة الشباب والأطفال على هذه البرامج، لأن التربية الإعلامية تهدف وبشكل كبير على توعية الأفراد بكيفية استخدام مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل معها من استقبال نصوص أو حتى كيفية صياغتها و إرسالها, بذلك لن يكون هناك تأثر سلبي وسيكون الأفراد أكثر وعي وإدراك، وأكثر حفاظ على مبادئهم ومعتقداتهم الخاصة لذلك انتبه على شخصيتك واحفظها لا تعيش بشخصية غيرك أثّر_ولاتتأثر
التعليقات 1
1 pings
زائر
30/04/2023 في 3:40 م[3] رابط التعليق
وللاسف السلبيات اكثر من ايجابيات وجود المشاهير