مع قرب انتهاء اَلدَّوْرَة اَلْحَالِيَّةِ لمجلس إدارة رابطة الهواة الفرعية لكرة القدم بمكة المكرمة استرجعت تاريخ هذه اللعبة في أحيائها، كيف بدأت وأدخلت كرة القدم إلى المملكة قاطبة بممارستها، ثم تطورت وفي الجيل الحالي شكلت نواة لإقامة رابطة الهواة أصلا حين أجتمع رئيس الرابطة الحالي الأستاذ سلطان بن سعيد عبد ربه مع بعض رفاقه لإنشاء اتحاد محلي يجمع بعض الفرق البارزة والتي يجتمع مسيروها وبينهم تقارب، لِلتَّتَطَوَّر الفكرة وتتحول إلى رابطة تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم “رابطة الهواة لكرة القدم”
فــــ”كرة القدم” أيها السادة هي اَلرِّيَاضَة اَلْأَكْثَرِ شَعْبِيَّةً فِي اَلْعَالَمِ ، وليس من المستغرب أن تحظى بمتابعة كبيرة في مكة المكرمة وجهة العالم وقبلة المسلمين ، وبالمملكة عامة، وتاريخ اللعبة الشعبية الأولى في العالم هنا في المدينة المقدسة مرت بقصة نجاح كتبتها فرق الأحياء، فهي أنتجت للهواة بعضا من أكثر اللاعبين موهبة في المنطقة وجمعت المجتمعات معا بشكل لم يسبق له مثيل .
وفرق أحياء مكة تتمتع بتاريخ غني يعود إلى سنوات عديدة ، حيث تم تشكيل هذه الفرق من قبل مجموعات من عشاق كرة القدم اَلْمُتَحَمِّسِينَ في المنطقة الذين اجتمعوا للعب اللعبة التي أحبوها في البداية ، وكانت الفرق صغيرة وغير رسمية ، ودون هيكل أو تنظيم حقيقي، ومع مرور الوقت، أصبحوا أكثر تنظيما وبدءوا في اللعب ضد بعضهم البعض بشكل منتظم ، وكانت هذه الروح التنافسية هي التي أدت إلى اتحاد فرق أحياء مكة ، والذي أصبح الآن منظمة تشرف على منافسات منظمة
وَرِيَاضِيُّو مَكَّةَ اَلْمُكَرَّمَةِ لطالما عُرف عنهم الشغف والتفاني في حب اللعبة ، باتوا يمارسونها بانتظام ويعملون بجد لتحسين مهاراتهم ، مع الحفاظ على الشعور بالصداقة الحميمة في المجتمع على مر السنين، واكتسبوا سمعة كونهم منافسين شرسين في الميدان ونجوم موهوبين في الملاعب، وأصبحت فرق أحياء مكة جزءا لا يتجزأ من المجتمع، وتجمع الناس معا في حب مشترك لكرة القدم
وَتَغَلَّبَتْ فرق أحياء مكة على الكثير من التحديات لتصبح ناجحة في منافسات رابطة الهواة، أخرها ميلاد بطل أكبر مسابقاتها من مكة وفي مكة “فريق الرواد”
وفي فرق أحياء مكة أكبر التحديات التي يواجهونها في تسير أمورهم نقص الموارد، وليس لديهم التمويل الكافي، ولكنها ثابرت واستمرت في النمو، واقنعوا المجتمع من حولهم وأصبحوا مصدر فخر لأحيائهم، وأسهمت تلك الفرق بإبقاء الشباب نشيطين وبعيدا عن التأثيرات السلبية بشكل عام، وأظهرت التصميم والعمل الجاد، والتغلب على التحديات وتحقيق النجاح حتى في مواجهة الشدائد والشح المادي
فلاش:
يعد الدوري الفرعي لكرة القدم للهواة لفرق أحياء مكة مثالا رائعا على كيفية تأثير الرياضة بشكل إيجابي على المجتمع، لم تساعد هذه الفرق فقط في تعزيز حب اللعبة بين سكان مكة فحسب، ولكنها وفرت أيضا إحساسا بالمجتمع والصداقة الحميمة، وساعدت الرابطة سكان أحياء مكة على التقاء بعضهم ببعض من منظور مختلف بدلا من أن يكونوا غرباء يعيشون في نفس المنطقة، وأصبحوا زملاء في الفريق يلعبون معا ويبحثون عن بعضهم البعض، وساعد ذلك على كسر الحواجز وجمع الناس معا، كما لعبت الفرق دورا مهما في تعزيز اللياقة البدنية وأنماط الحياة الصحية، ووفرت فرق أحياء مكة فرصة لأهالي مكة للقيام بذلك، بالإضافة إلى ذلك فتحت المنافسات “الكروية” في مكة منفذا إيجابيا للشباب وبدلا من الخروج إلى الشوارع للوقوع في المشاكل، فإنهم يلعبون كرة القدم ويطورون مهاراتهم بشكل عام، وتعد مسابقات وبطولات كرة القدم للهواة لفرق أحياء مكة مثالا ساطعا على كيف يمكن للرياضة أن يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع.
وقصة نجاح فرق أحياء مكة مصدر إلهام لأي شخص يحب كرة القدم ويؤمن بقوة المجتمع. تمكنت فرق الهواة هذه من إنشاء مجتمع متماسك، ومن عام إلى عام ومن دورة إلى دورة ننتظر المزيد، هَذَا عِلْمِيٌّ وَسَلَامَتُكُمْ