يسألني الكثير من الأصدقاء والاحباب ممن يسكن خارج مكة المكرمة في مختلف مناطق المملكة والخليج والعالم العربي عن مكة وعن مزارع مكة وألمح في اعينهم سؤالا مصحوبا بتعجب ويطلبون مني تفسيرا
لما أشكل عليهم .. الامر الذي جعلني اجري بحثا استقصائيا عن هذا السؤال الذي يتكرر على مسمعي, ولأنني من سكان مكة ومن المهتمين بتنظيم زيارات لمزارع مكة بين الفينة والفينة وزيارة كل ما يخص الزرع في مدينتي الحبيية مكة المكرمة فقد اجبت عمليا عن هذا السؤال ,.
هل يوجد مزارع في مكة؟ وهل يوجد إنتاج زراعي في مكة المكرمة المعروف بانها يغلب عليها مشهد التصحر؟
ليأتي الرد على هذا التساؤل بان مكة بها من المزارع والإنتاج الزراعي ما يجعلها تكفي وتحقق الاكتفاء الذاتي للأمن الغذائي في هذه البقعة المباركة
وتأتي علامات التعجب أكثر على ملامح السائلين من الاحباب والأصدقاء عندما أخبرهم انني وانا صغير كنت آكل ثمرة الموز من منطقة مزارع شرق مكة فيما اكلت ثمرة البوبايا من مزارع شمال مكة وثمرة الليمون من مزارع غرب مكة فيما تناولت ثمرة التوت من مزارع جنوب مكة ناهيك عن الخضروات وبعض أنواع الفاكهة الأخرى .. وفي هذا دلاله على ان بعض الأراضي الزراعية والتربة الزراعية في مكة جاهزة للاستصلاح وغنية بالعناصر التي تسهم في جودة المنتج الزراعي
الا ان ما يحزنني حاليا هو هجرة أصحاب المزارع عن ممارسة دورهم في الاستصلاح الزراعي وتركهم لمزارعهم تأن تحت مظاهر التصحر والبعد عن الزرع والغرس لتتحول مزارع مكة المكرمة الى استراحات غير منتجه على الرغم من ملايين الأمتار من الأراضي الزراعية التي زرتها في مكة المكرمة كان بالإمكان استغلالها واستثمارها لتحقيق الامن الغذائي المستدام وفق خطة محكمة من اهل الاختصاص لرصد وتفعيل تلك المزراع للإنتاجية التي من الممكن ان تكفي وتغطي انحاء المكان وتحقق العائد المادي المناسب للمزارع ,
فقد شرقت وغربت في مدينتي الحبيبة مكة المكرمة وزرت عشرات وعشرات المزارع بالعاصمة المقدسة وملايين الأمتار من الأراضي الزراعية في هذه البقعة الطاهرة وفي كل الاتجاهات شمالا وجنوبا شرقا وغربا واكتشفت تعداد المزارع في مكة يفوق بعض المناطق الأخرى بل اكتشفت خصوبة التربة المليئة بالعناصر الغنية إضافة الى ملوحة المياه المناسبة للتشجيرفأيقنت حينها انه من الممكن ان تكون العاصمة المقدسة سلة غذائية من ضمن منظومة السلال لو استغلت تلك المزراع التي غزاها التصحر والجفاف ومظاهر الإهمال والهجران من قبل أصحابها حيث هجروها وتركوها ولم يقوموا حتى بتأجيرها لمن يرغب في الزراعة بسبب المبالغة في أسعار التأجير للمزارعين والمهتمين بالقطاع الزراعي الامر الذي اعتقد معه ان تقوم الجهات المعنية بدراسة هذه الظاهرة للمزارع المهجورة في أطراف مكة المكرمة ووضع حلول آنية واستراتيجية لإعادة إنعاش واعمار الأرض الزراعية لتواكب رؤية 2030
ولعلي اجزم ان هذا الجانب والاستزراع في بعض تلك المزارع المهجورة قد يكون رافدا من روافد التنمية في المجال البيئي والزراعي إذا ما فعلنا خطط مستعجله لتلك المزارع المهجورة والمساحات المتصحرة التي أضحت صحراء قاحلة أقرب منها ان تكون مزارع ملهمة .
خاتمة /
الزراعة مستقبل الأوطان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب صحفي مهتم بالبيئة
للتواصل Sultan1419@hotmai.com