عندما بدأ الامر، لم أرى شي مألوف لي، و لم أعتاد على ما أنا فيه، بل عايشت الكثير من الصراعات، التي بنيت على أساس مجهول، لم نكن نعرف عن بعضنا شيئا، سوا أننا يجب أن نتعايش في مكان واحد، ونكمل دائرة ما اعتاد الناس عليه، لم أكن أشعر بأني في مكاني، لقد تم فصلي بطريقة ما، مروراً بالامور الخاصة، لقد شعرت بأني ظلمت نفسي كثيراً، ألا أن هناك شيئا لم يرغب بالاستمرار أبداً، لكني لم أحظى بلقاء معه، لقد كان يرغب بأن أنجو، مما أنا مقدمه عليه، هناك بداخلي شخص يرغب بحمايتي، لم أتعرف عليه، لقد كنت مشوشه للغاية، كنت أشعر به بجواري في الليالي، التي بالكاد أشعر فيه بالراحه، لم أكن وحيدة، ألا أنني لا أستطيع أن أراه، لقد كنت أتخبط وأحاول أن أفهم الامور، لكن قد فات الاوان على ذلك، شعرت بالكثير من الاحباط والرغبه بالموت، لا أنكر أنها المرة الاولى في حياتي، التي شعرت فيها أنني عاجزة تماماً.
وفي ليلة لم تكن تشبه اليالي، التي أعتدت عليها، كانت ليلة أكتماله، كان ضوئه يخترق نافذة غرفتي، وحالما بدأت في تأمله، تذكرت جانبه المظلم، الذي لم نكن نلقي له بالاً، مما يجعلنا ننسى جوهرة الحقيقي، وهنا شعرت بأحساس مألوف لي، هناك من يحاول أن يلفت أنتباهي له؟!
هذه المره كان واضح للغاية، لقد تمت أزالة الحاجز، الذي كان بيننا، مما جعلني أستيقظ من سبات طويل، بلا شك قد فات الاوان، ألا أنني لا أزال أملك فرصة، لأنجو مع بعض الخساير، وحالما بدأت في مراجعة حساباتي، وجدت نفسي بدوامات لا نهائية من الاسباب، التي أثبتت صعوبة الرحلة، التي سأبداها ألا أنني في ذاك الوقت، جل تركيزي كيف يمكنني فعل كل ذلك وحدي؟
لم يكن الامر سهلاً ابداً، ألا أنه لم يكن مستحيلاً، فأنتقلت للامور، التي يمكنني السيطرة عليها، والتي ستجعلني أستمر، مرور بالمعارك مع من يفوقوني عدداً و سناً، ألا أنني شعرت بالارهاق، في مواجهتم لكن القرار، الذي عزمت عليه، كان الدافع لي للمواصلة، تعرفت على جوانب عدة مني كنت أجهلها في السابق، مما زادني ثقة في نفسي، لقد كانت قرابة الاسبوعين، ألا أنني عشتها بمدة سنوات، لم أكن أملك أي قوة، ولا معرفة بما هو قادم نحوي.
كانت المرة الاولى، التي أدرك فيها الحقيقة، أن كل ما تعلمته وما شاهدت اكذوبه صدقتها، معارك توالت بخسائرها، ولم أملك جيشاً يساندني، بل كانت ساحة معركتي فارغه تماما، لا أنكر أن قلبي، قد فطر تماماً، لكنني لا أملك وقت للبكاء، مما جعلني أعيش مراحل متتالية دون راحة، وهذا أحد أجمل الاسباب، التي جعلت كيان الشخص، الذي يكتب لك الان ما هو عليه اليوم، لتدرك الحقائق بنفسك، وليس كل ما تسمعه حقيقة، وإياك أن تشارك القطيع طريقهم، ستهان وتخذل، انطلق وتعرف على اَفاقك، وأبحر بقاربك إلى تلك الشواطئ، التي تجد متعتك فيها، لا تجبر نفسك على أي شي، لا تطيقه ولا تحملها ما لا تحتمل، وامر أخر ليس بالضرورة، أن تكون ساحة المعارك مملوه بالجثث، لأن جسدك، سيكون أول جثة ستسقط في ساحتك، ستكون مجبر على حملها فوق ظهرك، فمع نسختك الجديدة من نفسك، لابد من التخلص من شوائب الماضي، ودفنه بأسراره و عواطفة الباهته، وأكمال ما بدأت، أتفهم صعوبة الامر، ألا أنه سيكون من أعظم أنتصاراتك في الحياة، عندما تفوز لأجلك، و تجاهلت العالم بأسره.
حملت قلبي المفطور معي، وأعتزلت الناس، لمداوة جروحي و أستعيد ما سلبت، لم أكن شخص سيئا كما قيل، بل شخص كان يحاول النجاه، والفوز بكسب نفسه، التي كانت تعتني به، وتجعله يقف على قدماه بعد كل سقوط، لم تتركه ابداً.
لقد هذبت روحي، مما جعلها ملفته كما هي الان، أنا أعتز بها، و أشعر بأختلافها، الذي لا يشابه أي شي.
مهما بدأ الامر قاسي، لا تتردد في خلق الحياة، التي تود أن تحظى بها يوماً، سيكون العوض الاخير، لطف وطمأنينة سيمنحها الله لك، كعوض عما مررت به، أنا أتجدد وأشرق مع كل يوم جديد، لا أنكر أنني أخوض الكثير من الايام الغير مريحة، ألا أنني أؤمن أن لي رب لن يفلتني، ويربط على قلبي بأستمرار، لم ولن أكون عادية، مهما بدت الليالي طويلة، تذكر ستشرق شمس يوم جديد ومختلف.
تماسك ولا تفقد نفسك، مع شعور الخفه، الذي يملئ روحي، ألا أن لدي جانب مظلم، احاول أخفائه عمن أحب، جانب نماء في أحلك ليالي ظلمة، جانب لا أرغب بأن يشاهدة أي أنسان أحترمه، لكن بتأكيد أرغب بأن يشاهده أفراد معينين، هم سبب نموه لذلك أرغب بأن ينسف من خلالهم، بعد أن تتم المحاكمة النهائية، في يوم ستكون الامور في صالحي، يوم لا وجود لرحمه فيه، وكأني خلقت دون قلب، شعور ينتابني و يتغلل بداخلي في أكثر الليالي المظلمة.
أجمع شتات نفسك، وأنقذ ما تبقى منك، لا تتوقف ابداً في السعي نحو الحياة، التي تريد خلقها لك.
لا وجود لقوة أعظم، من شخص أنتشل نفسه بنفسه، من نهاية محتمه ستنهي حياته، فعاد كالبعث سيعلن عن ظهورة، بتوقيته الخاص.
لا تستهين بهدوء أحدهم ابداً.
سيكون هناك سلسلة ممتدة لهذا المقال وللأطلاع عليها قم بزيارة dalal-95.com