قبل بروز نظام مؤسسات الطوافة كان الحجاج القادمون من دول أوروبا وأمريكا وأستراليا لا يتجاوز بضع مئات ، وكانوا يتوزعون بين المطوفين الذين كانوا يمارسون العمل آنذاك ، ومع صدور الامر السامي الكريم رقم م / 13 وتاريخ 4 / 3 / 1398 هـــ ، المتضمن الترخيص لوزير الحج والأوقاف بوضع اللوائح التنظيمية التي تمنح بموجبها الرخص الجديدة متضمنة شروط قيام مؤسسات الطوافة الجديدة طبقا للأنظمة التجارية وفتح باب الانفصال، والمرسوم الملكي رقم 4 / ص / 13162 وتاريخ 13 / 6 / 1399 هـ، بالموافقة على فكرة إقامة المؤسسات، لرفع مستوى مهنة الطوائف وخدمات الحجاج ، برزت مؤسسة مطوفي مسلمي أوروبا وأمريكا كأول مؤسسة طوافة ، وتولى رئاسة مجلس إدارتها السيد فؤاد عبدالحميد عنقاوي ـ الذي يعد أول رئيس لمؤسسة طوافة ـ ، واتخذت من مبنى مستأجر في أول مسيال الهرساني للقادمين من الحرم مقرا لها .
ولأن عدد حجاج أوروبا وأمريكا خلال تلك الفترة لم يكن مقياسا للتعرف على مدى نجاح تطبيق نظام المؤسسات ، ارتأت وزارة الحج ـ والأوقاف ـ آنذاك ـ ، ضم مطوفي تركيا فأنشئت مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا عام 1402 هــ وتولى رئاستها السيد جعفر شيخ جمل الليل ـ يرحمه الله ـ ، ثم توالى بعد ذلك إنشاء مؤسسات الطوافة ، واضيف اسم قارة ” استراليا ” بعد اكتمال نشأة مؤسسات الطوافة .
وما يهمنا هنا ليس الحديث عن نشأة المؤسسات ، لكن عن حجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا الذين أخذت أعدادهم في التزايد عاما تلو آخر مما حدا بوزارة الحج والعمرة إلى وضع برنامج خاص لهم عام 1443 هــ عرف ببرنامج ” BTC ” أو ” B2C” ، وهو برنامج يتضمن العمل على توفير الخدمات التي يحتاج لها الحجاج على غرار ما تقوم به مكاتب شئون الحجاج والشركات السياحية ، بدأ من حجز تذكرة السفر ، وتأمين السكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة ، وتوفير حافلات النقل بمدن الحج ” جدة ـ مكة المكرمة ـ المدينة المنورة ” ، المشاعر المقدسة ” عرفات ـ مزدلفة ـ منى ” ، إضافة لتأمين الاعاشة وكافة الخدمات الأخرى ، غير أن البرنامج لم يكتب له النجاح أثناء تطبيقه فعمدت الوزارة في هذا العام إلى إطلاق منصة ” نسك ” ، كمنصة حكومية تقدم الخدمات التي يحتاج إليها الراغبين بأداء فريضة الحج من المقيمين بدول أوروبا وأمريكا وأستراليا ، بما يضمن توفير الخدمة من خلال شركات مقدمي خدمات حجاج الخارج ، مما يساهم في رفع جودة الخدمات المقدمة ، وإثراء تجربة الحاج الدينية والثقافية، تحقيقاً لمستهدفات برامج رؤية المملكة 2030 ، وفتحت المجال أمام شركات الطوافة ، وشركات مقدمي خدمات حجاج الخارج لتقديم خدماتهم لهؤلاء الحجاج عبر باقات تتضمن حزم الخدمات مثل: السكن، والإعاشة، والطيران والإرشاد، والنقل، ووضع الأسعار المناسبة لكل باقة .
وعملت العديد من شركات مقدمي خدمات حجاج الخارج على وضع برامجها وتحديد أسعارها بشكل يتناسب وهؤلاء الحجاج ، ودخلت شركة ” ضيوف البيت ” إحدى مجموعات شركة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، والتي يمكن القول بأنها تميزت عن قريناتها بوضع برنامج توعية للحجاج في بلدانهم ، وهي خطوة تشكر عليها لكون الكثير من الحجاج يصلون إلى المملكة دون معرفتهم بالكثير من أمور الحج ، سواء كانت دينية أو مسلكية أو صحية ، وتابعت عبر برامج تواصل الشركة بعض هذه البرامج التي نفذت بمدن الحجاج ، وأدركت أن الوصول لخدمة الحجاج لا تنحصر في تأمين مسكنه وتغذيته ، لكنها تعتمد على العلاقة التي تربطه بالمنشأة من بلده ، وقد عانى حجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا من غياب هذه العلاقة سنوات طوال .
واليوم نرى شركة ” ضيوف البيت ” وقد كسرت قاعدة الغياب ووصلت للحاج إلى مدينته للحفاظ على سلامته ، وتوضيح ما ينبغي عليه أن يؤديه أثناء أدائه لفريضة الحج ، كالالتزام بالإرشادات الصحية ، والبعد عن مناطق الازدحام ، واستخدام المظلة أثناء السير وعدم التعرض لأشعة الشمس
وختاما أقول إن كانت المؤسسات التعليمية تردد دوما شعار ” أبناؤنا أمانة ” ، فإن شركة ” ضيوف البيت ” أطلقت شعار ” الحجاج أمانة ” وترجمت الحفاظ على هذه الأمانة بما قدمته وتقدمه من برامج للحفاظ على سلامتهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com