محمد برناوي 

حينما يكون الحديث عن المرأة ودورها في خدمة حجاج بيت الله الحرام تبرز الكثير من الأسماء التي تجعلنا نقف احتراما وتقديرا لهن ، ولما قدمن من أعمال لراحة وسلامة ضيوف الرحمن ، ومن بين تلك الاسماء مطوفات لم يرزقن بالأولاد فيعمدن لتعين وكيل يقوم بالعمل نيابة عنهن في المكتب ، فيما تعمل هي من خلف الستار ، موجهة ومرشدة للوكيل وحاثة على الجد والاجتهاد ، وكانت هناك الكثير من المطوفات اللواتي تركن أسمائهن محفورة بالاذهان .
وحينما برزت مؤسسات الطوافة غابت المطوفات عن المشاركة في خدمة الحجاج عدة سنوات ، لكنها عادت من خلال خطوة أولى قامت بها الدكتورة وفاء مندر من مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا ، حينما طرحت فكرة تعيين مطوفتين في مستشفى النساء والأطفال بجرول في مكة المكرمة ، لمتابعة حالات الحاجيات المنومات بالمستشفى ، فكانت تلك الخطوة هي البداية الأولى لبروز اللجان النسائية بمؤسسات الطوافة والتي كانت أولاها بمؤسسة جنوب آسيا بقيادة السيدة لطفية جمل الليل ، ليصبح المجال متاح لمشاركة المراءة في خدمة الحجاج ، وجاءت الدكتورة وفاء عبدالعزيز محضر ، لتكون أول مطوفة تتولى منصبا إداريا بتعيينها مستشارة لرئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، ودخلت الأستاذة لينا خشيم لتكون أول سيدة تتولى رئاسة قسم نسائي يعمل على مدار العام بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، وأصبحت الأستاذتان نجود حيدر جمل الليل وهنادي رمضاني أول سيدتان تعينان بعضوية مجلس إدارة مؤسسة طوافة ، وهي مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا ، ومنحت السيدة  فاطمة صحرة من مؤسسة مطوفي حجاج إيران ، لقب المرأة الحديدية لأنها أول مطوفة طالبت بحضور المطوفات لاجتماعات الجمعية العمومية .
ومع بروز نظام الشركات أخذت مشاركة المراءة تتسع في العديد من القطاعات ، ونالت المطوفة  إيمان عبدالقادر مسكي لقب أول امرأة تتولى رئاسة مركز خدمة ميدانية من خلال تعيينها بشركة ” رواف منى ” لحجاج ماليزيا VIB ، لتنضم لقائمة أوائل السيدات اللواتي وضعن البصمات الحقيقية لمشاركة المراءة في نظام المؤسسات والشركات .
كما فتحت مشاركتها المجال أمام المراءة لتولي مناصب قيادية ، وهذا ليس بغريب على بنات وسيدات مكة المكرمة فقد دون التاريخ أسماء الكثير منهن اللواتي كانت لهن بصمات بارزة في خدمة الحجيج .
وايمان مسكي ليست بجديدة على خدمات الحجاج ، وقد عرفتها أول مرة حينما زرت والدها ـ يرحمه الله ـ في مكتبه بالعزيزية ، وهو من مطوفي حجاج بنجلاديش المعروفين ، وكانت حينها تتولى مسؤولية اللجنة النسائية التطوعية بالمكتب ، وهذا يعني أنها بدأت مع والدها في خدمة الحجاج ، لكن صراحتها التي سمعتها تقول أنها بدأت العمل في خدمة الحجاج حينما بلغت الثامنة عشر ، ولم تقل كالبعض من المتسلقين أن بدايتها في خدمة الحجاج كانت منذ نعومة أظافرها .
وإن كنت ابارك للابنة إيمان بمنصبها القيادي ودخولها لقائمة أوائل القياديات في خدمة الحجاج ، فإني أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقها لأداء وأجبها في خدمة ضيوف الرحمن .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com