قال تعالى: «وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» [الحج:32]،
ويعد مشروع تعظيم البلد الحرام احد اهم المشاريع الحيوية التي تصب في تعظيم شعائر الله لتحقيق الغاية في ان يكون التعظيم نمط حياه . حيث يتسابق أبناء وبنات مكة المكرمة في تقديم صوره خدمية راقية تتجلى المنافسة بينهم لتقديم كل ما يسهل تحركات ضيوف الرحمن بعد ان تشبع هذا النشئ المكي بكل مقومات ومعايير رعاية ضيوف الرحمن بدء من استقبال الحاج بالحفاوة والتكريم وانتهاء بتوديعه بخلق إسلامي يترك البهجة في نفوس ضيوف الرحمن .
فبعد ان انهى الخليل إبراهيم تحديد مواقع وحدود الحرم وثبت مكانة وقداسة حدود مكة المكرمة وهيئ المكان تطهيرا ونقاء حتى القيت الأمانة على من يسكن هذا المكان بالرعاية الاهتمام بالمكان لتتواصل الرعاية وليكون شباب وفتيات مكة في هذا اليوم اهلا للأمانة والثقة حيث يتسابقون لتقديم الرعاية والاهتمام بضيوف الرحمن والبقاء على العهد الذي اخذه الله من إبراهيم وميثاقا بالاهتمام والرعاية للمكان وانهم أوفياء لهذه الرسالة , فقد اعتاد أهالي مكة وإلى العهد القريب يستقبلون الحجاج عند مداخل مكة ومنها ما روي في التاريخ ان اهل مكة يخرجون لعدد من الأماكن ومنها التنعيم يخرجون خارج الحد يستقبلون الحجاج ويحملون الماء لهم ويسعدون بهم ومعهم أطفالهم حيث تربوا على هذه العادة التي تشعرهم بأهمية القادم الى بيت الله الحرام وانه ضيفا لرب العباد قبل ان يكون ضيفا لمكة وان هذا الضيف القادم معه دعوة لا ترد وفي المقابل يرى القادم الى البيت العتيق هذا الاستقبال البهيج بان هؤلاء المرحبون به هم من جيرة البيت ومن يقوم برعاية بيت الله الحرام وهو شرف لا يضاهية شرف .
فمشروع تعظيم البلد الحرام يسعى إلى تأصيل معنى تعظيم مكّة البلد الحرام في قلوب المقيمين في مكّة والوافدين إليها وقلوب عموم المسلمين الامر الذي يجعلهم يضعون الخطط تلو الأخرى لإبراز أهمية المكان والزمان وفق منهجية التعظيم قيمة دينية ومعرفية حضارية لينشا النشا في هذه البقعة المباركة وهو يدرك أهمية سكنه وجيرته للحرم المكي الشريف فيسعى للارتقاء اكثر فاكثر في نمطية الحياه اليومية وتكريسه للأفعال اليومية التي تتوافق مع احترام المكان واهمية الجوار مثل إشاعة التواصل والإحسان وكل مقومات الحياه الكريمة التي تميز مكة بقدسيتها عن بقية المواقع الأخرى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو هيئة الصحفيين