لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ ، لبينا النداء ووقفنا على صعيد عرفات الطاهر ومنذ صبيحة هذا اليوم الفضيل ، وفي خير أيام الله في الأرض، التاسع من شهر الله الفضيل ذي الحجة، وقفنا هنا في المدينة البيضاء مدينة اليوم الواحد، والذي يؤدي فيها حجاج بيته العظيم ركنهم المهم في نسك الحج، تذكرت سنوات مضت ونحن تقف هنا
هذا اليوم العظيم في السنوات الماضية، شهد توقفا جزئيا بإرادة المولى عز وجل لكنه عاد هذا العام بقوة بفضل الله ثم بجهود حكومة المملكة العربية السعودية والتى فتحت المجال على مصراعيها ، وقف من اختاره الله للوقوف هنا اليوم في هذا المكان – يا رب سهل وقوفنا يوم البعث والنشور-
فمنذ نعومة أظفاري، وقبل نصف قرن من الآن حضرت إلى هذا المكان الطاهر المشعر الحلال “عرفات” مرافقا لوالدي – عليه رحمة الله – وأنا في ربيعي العاشر، وبعدها لم أنقطع عن قضاء هذا اليوم الفضيل في مشعر عرفات خادما لحجاج بيت الله الحرام وفي مواقع مختلفة.
وطوال العام وبحكم عملي “كمرشد سياحي” أحضر إلى هذا المكان ومعي نفر من الناس، كانوا يتعجبون عندما يرون صغر المساحة وضيق المكان نسبة إلى الإعداد المليونية التي تأتي في مثل هذا اليوم الفضيل
أشاهد بأم عيني وأعيش الحدث في كل عام وأتابع الاستعدادات الكبيرة التي اتخذتها الحكومة الرشيدة من أجل تقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام في الحج ليحجوا بسلامة آمنين، نشاهد دوما هذا الشاخص الذي يختفي من كثرة الناس حوليه، يقف شامخا ينتظر كالعادة في كل عام في مثل هذا اليوم ملايين البشر من رواده في هذا اليوم الفضيل، حتى وادي عَرنة وأرضها المنبسطة لم تخلوا من الناس حولوا سكونها إلى حراك يمرون عبره وخلالها عشرات الآلاف من المشاة، وارى وأشاهد ذلك البناء الشامخ“ مسجد نمره ”العظيم وقد وقفت مناراته شامخا يشهد الآذان والإقامتين، وخطبة اليوم العظيم، تأسيا بسيد البشر -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- في مثل هذا اليوم الفضيل، أشاهد أشجارها وقد أظلت بظلالها عِبَادَة اَللَّهِ اَلْمُحَرَّمِينَ ، وبعد سويعات قليلة سينفر الجميع كيوم الحشر عبر الطرقات ذاهبين إلى مشعر مزدلفة “الحرام”
وصباح الغد يحتفل أكثر من اثنين مليار مسلم حول العالم، بعيدهم وجزء منهم يقضونه في وادي منى ذلك المشعر العظيم يرمون الجمار ويتحللون ويضحون
أنها مشاعر عظيم يتمناها كل مسلم موحد في ظهر الأرض من أقصاها لأدناها، فسأل الله الواحد القهار أن يعيد علينا هذا اليوم الفضيل في الأعوام القادمة ونحن في صحة وسلامة ورخاء وبلادنا تنعم بالأمن والأمن، تحت قيادة حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين، لنستقبل ما تعودنا عليه في كل عام ملايين البشر ليحجوا بسلامة آمنين
فلاش:
قَالَتْ عائشة رضي الله عنها إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لِيَدْنُوَ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهمْ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ” فهنيئا لمن وقف اليوم على الصعيد الطاهر ، هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ لِأَنَّ اَلْإِسْلَامَ عَظِيمٌ وَشَعَائِرُهُ عَظِيمَةٌ هَذَا عِلْمِيٌّ وَسَلَامَتُكُمْ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير