تقدم لكم صحيفة شاهد الآن الالكترونية سلسلة “صناع الاثير في الحج ” نلقى خلالها الضوء على الاذاعة السعودية بمختلف تفرعاتها ، محلية أو موجه “دولية”ورصد مايقدمونه في موسم الحج من مواكبة لاعمال الحج ، وتقديم “دورة” مميزة للموسم وفي الحلقة الاولى نتحدث عن إذاعة جدة التى بَلَغَتْ من العمر عتيه ووصلت اليوم الثلاثاء التاسع من ذي الحجة 1444ه إلى الذكرى الـ74 من تأسيسها وهي شَامِخَةٌ تؤدي دورها وتساهم في خدمة ضيوف بيت الله الحرام عبر مُوَاكَبَتُهَا لأعمال الحج كل عام منذ تأسيسيها
تنشئتها وعصرها الذهبي
أُنْشِئَتْ أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة ،وبدأ إرسالها في مثل هذا اليوم في العام 1368ه الموافق أول أكتوبر 1949هـ وهو يوم الوقوف بعرفة بكلمة ألقاها الملك فيصل بن عبد العزيز “قبل تعيينه ملكا” تَضَمَّنَتْ تهنئة الحجيج بمناسك الحج والترحيب بقدومهم إلى الاراضي المقدسة
وفي تلك الحقبة كانت الإذاعة مَصْدَرًا رَئِيسِيًّا لِلتَّرْفِيهِ للناس في جميع أنحاء العالم لأكثر من قرن في جدة “غرب المملكة العربية السعودية” ، وَلَعِبَتْ اَلْإِذَاعَةُ دورا مهما في تشكيل المشهد الثقافي ـ والاجتماعي ، والسياسي للمدينة منذ الأيام الأولى لأجهزة الإرسال القوية إلى ظهور البرامج المحلية، وشهدت “إذاعة جدة” تحولا يعكس تاريخ المدينة الغني، وكان العصر الذهبي لها على وجه الخصوص في تلك الحقبة، استمرت لفترة من تقديم البرامج النابضة بالحياة والمناقشات الحية والموسيقى الرائدة والتي ساعدت في تشكيل هوية المدينة وثقافتها.
تاريخ إذاعة جدة
وإذاعة جدة تَتَمَتَّعُ بتاريخ طويل يعود إلى أوائل القرن العشرين، حيث تم إنشاء المحطة لتوفير الترفيه والأخبار للسكان المحليين في جدة في ذلك الوقت، وكان “الراديو” يعتبر أداة ذات قيمة للتواصل والترفيه، وجدة واحدة من أوائل المدن في المنطقة التي تبنت هذه التكنولوجيا، تميزت الأيام الأولى لإذاعة جدة بشعور من الإثارة والتجريب. حرص مؤسسو المحطة على إنشاء منصة للفنانين والموسيقيين وفناني الأداء المحليين لعرض مواهبهم لجمهور أوسع، أدى ذلك إلى مجموعة نابضة بالحياة ومتنوعة من البرامج التي تضمنت الموسيقى والدراما والأخبار والبرامج الحوارية.
وكان أحد أكثر البرامج شعبية على راديو جدة في تلك الأيام الأولى هو ” نشرة الأخبار اليومية”، التي تقدم الأخبار المحلية والدولية لأهالي جدة، وأعقب ذلك قدمت مجموعة من البرامج الحوارية التي غطت مجموعة واسعة من المواضيع، من السياسة والدين إلى الثقافة ونمط الحياة، ومع نمو شعبية إذاعة جدة، بدأت المحطة في جذب جمهور أوسع، سواء داخل جدة أو خارجها، أدى ذلك إلى توسيع برامجها، مع إضافة المزيد من العروض المتنوعة والمتخصصة إلى الجدول بشكل عام، ولعبت المحطة دورا حيويا في تشكيل المشهد الثقافي والاجتماعي في جدة، ولا يزال إرثها ملموسا حتى يومنا هذا.
وراديو جدة في السابق محور الاتصال للمنطقة بأكملها، حيث كان المحطة الإذاعية الرئيسية الوحيدة في البلاد ، حيث يجتمع الناس حول أجهزة الراديو الخاصة بهم ويستعموا إلى آخر الأخبار والموسيقى والبرامج الترفيهية، وجدول المحطة ائنذاك مليئا بالبرامج المحلية والدولية، وتشكل مصدرا للمعلومات والترفيه لأهل المنطقة.
وَاشْتَهَرَتْ المحطة ببرامجها عالية الجودة التي أنتجها فريق موهوب من المحترفين ، إلى جانب شهرتها بنهجها المبتكر في البث، والذي تضمن استضافة المقابلات الحية والمناقشات والفعاليات الثقافية.
والعصر الذهبي لإذاعة جدة كان أكثر أشكال الإعلام تأثيرا ، ولعبت دورا مهما في تشكيل المشهد الثقافي للبلاد، لا تزال إذاعة جدة جزءا مهما من تاريخ الراديو في المنطقة، ويظل دليل على قوة الراديو كوسيلة للتواصل والترفيه.
دورها كبير في تشكيل هوية المدينة وثقافتها
وَشَهِدَتْ اَلْإِذَاعَةُ تَطَوُّرًا كَبِيرًا ، وفق متطلبات العصر حتى باتت واحد من أميز الاذعات في استخدام التقنيات الحدية في أعمالها، لتظل ذات صلة وتستمر بالسياسة الإعلامية
واستمرار الإذاعة في وهجها هو شهادة على قوة “الراديو” في الحفاظ على الثقافة وتعزيز التنوع وربط الناس
دورة الحج مكثفه
وفي موسم الحج تَتَنَاغَمَ أَعْمَالُهَا مع ما تقدمه المملكة العربية السعودية من خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، وتشهد برامج الإذاعة تفاعلا ملحوظا من قبل ضيوف بيت الله الحرام مع برامجها في “دورة الحج” والتي تشهد تطورا من موسم إلى آخر
ففي موسم هذا العام 1444 تَقَدُّمُ إِذَاعَةِ جُدَّةَ فِي “دَوْرَةِ اَلْحَجِّ” ، برامج منوعة منها “استديو الحج” الذي يعنى بتغطية أخبار الحج وإجراء اللقاءات مع المسؤولين المباشرين لخدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب برامج : حكايتى، وبنالي الحج، واول بيت، ومبدعون، وشرف لنا، وبسلام امنين، وذاكره الشعوب التى تخص الحج وتخدم الحجاج