شَدَّنِي كثيرا كمتابع لالعاب القوى السعودية ونجومها النجاح الباهر في عودة العداء الفذ يوسف أحمد مسرحي إلى مضمار الجري وَمُنَافَسَتُهُ القوية على المستوى المحلي والدولي عبر استحقاقات أم الالعاب السعودية في الفترة الماضية، ومالفت نظري في هذه العودة الطيبية "الروح الكبيرة" التى يؤدي بها نجمنا البطل " مسرحي " رغم بلوغه من العمر عتيه ، وَمَا يُدْهِشُ في الامر أن العودة على يد وطني كان زميلا في ذات الميدان معه، وهو بطل في مجاله وتولى مهام عديدة بعد توقفه عن اللعب أَعْنِي بِهِ المدرب الوطني والبطل السابق الكابتن حمدان بن عوضة البيشي
ففي عالم الرياضة يُعرف الرياضيون بقدرتهم التنافسية الشرسة وَسَعْيُهُمْ للفوز ، ومع ذلك هناك أوقات يمكن فيها حتى لنجوم الرياضة اَلْأَكْثَرَ إِنْجَازًا الاستفادة من منظور وإرشادات جديدة، يمكن أن يكون احتضان وتقبل زميل كمدرب له تجربة تحويلية، وإطلاق العنان لإمكانات غير مستغلة وتؤدي إلى آفاق جديدة من النجاح.
إن بناء الثقة والصداقة الحميمة مع مدرب زميل أمر بالغ الأهمية لنجوم الرياضة لتبني توجيهات زملائهم وخبراتهم بشكل كامل، في حين أنه قد يكون من الطبيعي للرياضيين أن ينظروا إلى أقرانهم كمنافسين، إلا أنه من الضروري تغيير هذه العقلية عند العمل معا كمدرب مع نجم كان زميلا.
إن خلق بيئة من الثقة وَالصَّدَاقَةُ اَلْحَمِيمَةُ يسمح بالتواصل المفتوح والتعاون وتبادل المعرفة والخبرات ، وهو أحد الطرق الفعالة لبناء الثقة هي من خلال الاحترام المتبادل والاعتراف بنقاط القوة والإنجازات لدى بعضهم البعض ،والاعتراف بخبرة وإنجازات المدرب الزميل على إنشاء أساس من الثقة وتعزيز الشعور بالصداقة الحميمة ، وهذا الاعتراف يحدد مسار علاقة عمل إيجابية مبنية على الإعجاب والدعم المتبادلين.
جانب آخر مهم لبناء الثقة هو اَلِاسْتِمَاع اَلْفَعَّال ، عندما يشعر الرياضيون بأنهم مُسَمُوعُونْ وَمْفُهُومُونْ ، فمن المرجح أن يثقوا بتوجيهات مدربهم، من خلال الاستماع الفعال إلى زملائهم المدربين، ويمكن لنجوم الرياضة إظهار استعدادهم للتعلم والنمو ، وهذا يخلق ثقافة الاحترام، وهو ماجسده العلاقة بين "البيشي" المدرب الذي كان زميلا للنجم " مسرحي "
ويمكن لنجوم الرياضة الاستفادة من وجهات النظر والنهج المتنوع التي يقدمه زميلهم المدرب إلى طاولة التدريب ، مما يؤدي إلى برنامج تدريبي أَكْثَرَ شُمُولاً وَتَطْوِيرًا ، ويعد تعزيز جو داعم وإيجابي أمرا أساسيا لبناء الثقة والصداقة الحميمة بين "المدرب" واللاعب "الزميل"، وإن تشجيع التواصل المفتوح وتقديم ملاحظات بناءة يخلق مساحة آمنة للرياضيين للتعلم والتحسين
وفي احتضان زميل كمدرب يوفر لنجوم الرياضة فرصة فريدة لاكتساب الأفكار من منظور الأقران، وإن الفهم العميق والبيئة التعاونية والإلهام الذي يمكن أن يأتي من وجود زميل سابق في الفريق أو منافس كمدرب يجعل هذا النهج يستحق التفكير فيه. من خلال تبني النمو وتوسيع شبكة التدريب الخاصة بهم خارج الحدود التقليدية، يمكن للرياضيين فتح مستويات جديدة من النجاح في رياضتهم ولعل نجاح "البيشى" مع لاعبه "مسرحي" أنموذجا يحتذى به
فلاش
ياسادة ياكرام في قصة يوسف مسرحي ومدربه الوطني حمدان البيشي الهام يفتح الباب أمام قصص أخرى قد تتكرر وحتى وأن لم يكتب لها النجاح حتى النهاية – لاسمح الله - ، وهذا مردة "القناعة والاقناع" من جميع الاطراف ومن القائمين على شأن اللعبه، ونجوم توقفوا عن اللعبه ولديهم رغبة في الاستمرار في محيطها، فكمْ من نجوم كانوا لايشق لهم غبار واصحاب أنجازات كبيرة، لكنهم- مع الاسف- تواروا عن الانظار وتغيبوا عن ساحة اللعبه رغم الحاجة الماسة اليهم، فأرجو من كل الاطراف لاستفادة من قصة نجاح "البيشي" و "مسرحي" حتى تستمر اجيال العاب القوى جيلا بعد جيل دون انقطاع، هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير