تعد رأس السنة الهجرية  حدث تاريخي هام في الإسلام ، وعند المسلمين ، وهو الهجرة النبوية للنبي محمد - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه من مكة إلى المدينة المنورة تعود هذه القصة إلى العام 622 ميلادي ويبدأ رأس السنة الهجرية في اليوم الأول من شهر محرم وفقا للتقويم الهجري، الذي يعتمد على حساب الهجرة النبوية للنبي محمد - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -    من مكة إلى المدينة في العام 622 ميلادي، فإن رأس السنة الهجرية يتغير من حيث التاريخ الميلادي كل عام، وفي هذا العام 2023 فإن رأس السنة الهجرية توافق اليوم التاسع عشر من شهر يوليوالجاري.

وتعتبر السنة الهجرية مناسبة دينية مهمة للمسلمين، كانت بِدَايَتُهَا من العام الميلادي  622  ، حيث يحتفل بها المسلمون كلا في بلده بطقوس تختلف من دولة لدولة ومن مدينة لمدينة بمذاقات مختلفة تتوحد فيها الاحتفالات وصلة الأرحام تجمعهم موائد عامرة وقلوب طيبة.

تحتفل دولة ليبيا بطقوس استقبال العام الهجري بطبخ طبق شعبي يسمي "الفتاشة" وهو "الكسكو" أو "الكسكسي" علي لحم القديد المجفف بالملح والذي تم تحضيره مسبقا من لحم خروف عيد الأضحى ويسقي طبق الكسكو بطبيخه تتكون من قطع البطاطا والحمص والفلفل الحار والبكيوه أو ما تسمى القرع الأصفر وتجتمع عليها العائلة علي وجبة الغذاء... كما تستحب في الطقوس الليبية عند دخول الساعة 12 ترش عتب المنازل بالجير الأبيض تيمنا وفأل بأن يكون العام ملء بالبياض والخيرات وتكثر فيه توزيع الصدقات.

فيما تشتهر الجمهورية التونسية بإعداد طبق الملوخية الخضراء في بداية العام الهجري الجديد تيامنا بلونها الأخضر كذلك بتحضير طبق الكسكسي المشهور في دول المغرب العربي كذلك بتحضير عرائس الحلوي تمتلئ بها المتاجر استعدادا لهذه المناسبة.

ونتجول في طقوس الجمهورية الجزائرية لنشاهد عادة قديمة وهي وضع طفل صغير في صحن كبير ويقوموا أكبر فرد في العائلة لغمره بالحلوى وتعد أطباق بهذه المناسبة وهي الكسكس والشخسوخة وهي عبارة عن دجاج مقطع وسماد وقرفة وشرائح طماطم وتوابل.

مازلنا في طقوس المغرب حيث يقابلك صباح العام الهجري التحية المشهورة لشعب المملكة المغربية مبارك العواشز.

ويبقي العام الهجري حدثا مبهجا ومفرحا كروح الشعب المصري لارتباطه بالاحتفالات التي ترافق المناسبة من قرون ماضية وتنتشر أكلات الفتة والحلويات السكرية والملوخية والبط والأرز والبهرجة الملونة في كل الشوارع.

فيما تقدم الحلوي المعسولة المشهورة بالمشبك علي موائد دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية .

وتستقبل نساء جمهورية اليمن ، العام بجمع أغصان من كل شجرة توضع قرب موائد الطعام الذي يحضر فيه الحساء بالخضروات وأنواع المحاشي .

وتجتمع العائلات في جمهورية السودان علي موائد إفطار جماعية وتكثر في هذا اليوم الأذكار والصلوات.

وتقدم التمور والحليب بالهيل في المملكة العربية السعودية تيمنا ،   واستحضارا لقيمة المناسبة.

وتحتفل العائلات المسلمة في جمهورية تشاد بتحضير حلوى دسمة مصنوعة من السكر والتمر والحلبة والماء تسمي المديدة.

ويبقي استقبال العام الهجري الجديد بمذاق روحاني جميل نبتهل فيه بأن تكون أيامه مغمورة بالخيرات والسكينة والسلام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتبة مدونة وناشطة اعلامية ليبية