لبزوغ الفجر جمال وكبرياء يميزه عن جميع الأوقات؛ يلوح لك كبرياؤه وقد امتزجت فيه الظلمة والنور!
أرى القمر يجري ذاهبا مختبئا، والشمس تأتي تستأذنه في الطلوع، فتتلون السماء، وتصبح كالبرزخ ما بين دجى وإشراق!
لون صباحك بريشتك، اجعله زاهيا مطلا ببسمتك.
اجعل الفجر مصاحبا لأحلامك وطموحاتك، وأغمض عينيك للحظة، وقرر: هل تريد أن تتخطى الزمن أم تريد العودة بالزمن للوراء؟
في جمال الفجر تفاؤل يجعلك تريد أن تأخذ أجمل ما في ماضيك حتى ينير مستقبلك.
ما أبهى الفجر ينزع عنا ظلمة الليل، ويضيء لنا الوجود بطقوسه الحالمة! فتجد الندى يتناثر على ورق الشجر كحبات اللؤلؤ التي انتثرت من جيد صبية حسناء، وعلى إثره يصحو الطير، ويغرد بألحانه البهية، ويرافقه صوت خرير الماء في حقل أمي الصغير، المتلون بأجمل ألوان الطبيعة، ترى الورد والريحان وقد فاح عبيره، والحشائش الصغيرة تداعبها نسائم الفجر الباردة، وأرى والدتي تعمل في حقلها بكل نشاط وحيوية؛ تتنقل من شجرة إلى شجرة كالفراشة الناعمة، أتابع تحركاتها، وأشعر بالسعادة التي تغمرها وهي تروي تلك الأشجار، وتجتهد في العناية بها؛ الفجر في ذهني رهين بحقل أمي؛ لأن السعادة التي نراها في محياها جعلتنا نعشق الفجر والحقل.
بقلم - هياء هديب الشهراني
الفجر وكبرياؤه
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/225478/