حرصت أثناء كتابتي لمقال اليوم البحث عن مقدمة تتناسب ومضمونه ، ليس لجذب أنظار القارئ ، بل لمنحه الفرصة للمقارنة بين الماضي والحاضر ، والايجابيات والسلبيات ، خاصة فيما يتعلق بالشفافية الغائبة في الكثير من اجتماعات الجمعيات العمومية بالشركات ، مما يفتح المجال أمام خفافيش الظلام للسير بين الأفراد وبث شائعاتهم التي تخالف الوقائع والحقائق .
فغياب الشفافية يمثل فرصة لطيور الظلام للظهور برفقة أصحاب الشخصيات النرجسية ، والتي " تعني حب النفس أو الأنانية، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والتكبر، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين " ، و " تُعدّ النرجسية مشكلة اجتماعية أو ثقافية ، وتمثل إحدى العوامل في نظرية السمات المستخدمة في عدة استبيانات ذاتية لتقييم الشخصية ، وهي إحدى سمات الشخصيات الثلاثة في ثالوث الظلام إلى جانب كل من المكيافيلية والاعتلال النفسي ، وعادةً ما تمثل النرجسية مشكلة في علاقات الفرد مع ذاته أو مع الآخرين باستثناء النرجسية الصحية " .
وبعيدا عن خفافيش الظلام وطيوره ، وأصحاب الشخصية النرجسية ، أتوقف أمام مشاهدات واقعية عشتها مساء أمس أثناء لقاء رئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج افريقيا غير العربية بمساهمي ومساهمات الشركات ، في لقاء مفتوح تعرفوا من خلاله على الأعمال التي قدمت ، والتطلعات المستقبلية ، ووقف رئيس مجلس الإدارة الدكتور / أحمد سندي متحدثا بلغة الأرقام التي لم يعهدها الكثير من مساهمي شركات الطوافة ، إذ كانت تعتبر من الأسرار التي لا يمكن البوح بها ، فأوضح بداية عدد الحجاج الذين خدمتهم الشركة ، والدول القادمين منها ، ومراكز الخدمة التي خدمتهم ، ووجبات التغذية والمياه التي قدمت لهم ، وكافة الخدمات ، إضافة للقوى البشرية .
وفيما شاهدته مساء أمس أقول أنه يمكن القول إن شركة مطوفي حجاج افريقيا غير العربية استطاعت أن تنتهج مسارين عادا لصالح مساهميها بالفائدة ، الأول تمثل في الأبواب المفتوحة أمام المساهمين والمساهمات لمناقشة رئيس المجلس مباشرة دون وسيط أو حاجب .
والثاني أسلوب الشفافية والمكاشفة ، فليس هناك ما يمكن إخفاؤه ، سواء كان في الأعمال أو الأموال ، وهذا نهج أكسب المجلس ورئيس ثقة واحترام المساهمين والمساهمات وتقديرهم ، على عكس آخرين أخفوا كل شيء ، ومنعوا المساهمين من دخول الشركة .
وقبل الختام أقول حينما تظهر الشفافية يصمت الآخرون ، وغيابها يؤدي إلى تراكم المشكلات ، وإن كانت الشفافية كما يقال مغلفة بنكهة الصراحة التي تكون مرة ومؤلمة في بعض الأحيان ، لكن تبقى الشفافية هي الأسس الداعم لجودة العمل ، وإن غابت غابت الجودة وانهار العمل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com