دخلت امرأة المطعم و كنت حينها في بداية تناول العشاء .. التفتت الانظار ناحيتها فالمنظر غريب وسط مجموعة من الرجال يتناولون العشاء في هدوء تام , وقفت و اخذت المرأة بالحديث مع الكاشير و كل من هناك يحاول استراق السمع فالإنسان بطبعه يحب الفضول و البحث عن التشويق .. و من بين تلك الكلمات المسروقة انها تريد مفطح و بوفيه مفتوح بمناسبة طلاقها !!
انها حفلات الطلاق التي انتشرت حديثاً في وسائل التواصل و كل مطلقة تتفنن في البذخ على تلك الحفلة , اشكال و انواع الاطعمة التي تقدم في هذه الحفلة و يتم ذلك بإشراف و ادارة العائلة الكريمة و خصوصاً الأم و بناتها الكارهين المبغضين لذلك الزوج المعتوه الذي عكر مزاج اختهم , فسبب الطلاق انه لم ياخذها الى سفرة مثلها مثل اختها الأخرى و انّه لا يجيد اللباس العصري و دائماً يجلس معها بثوب النوم و لهذا فضلت الحرية و الانفصال لتعيش كما تريد .
" ابغض الحلال عند الله الطلاق " لنتصور انّ هذه الحفلات يتم فيها الاحتفال بأمر يبغضه الله و رسوله و الصالحين , و لهذا لن تحضر الملائكة هذا الحفل حتماً و ستتزاحم فيه الشياطين بدون دعوة رسمية و ستحتفل معهم على طريقتهم الخاصة و ربما سيكون عدد الشياطين اكثر من الحضور .
" ختامها مسك " الطلاق هو حل من الحلول ولكنه ليس الحل الأول و في حال تعذرت الحلول و وصلت العلاقة للطلاق فلابد ان يكون ختام تلك العلاقة التي جعل الله فيها المودة و الرحمة ختاماً طيباً ممزوجاً بالمسك و العنبر لا ان يكون ختاماً انتقامياً فيه الغل و الكراهية و الحقد , مهما كانت الخلافات فلابد ان يسودها الود و التراحم الانساني .
أيها المتزوجين مهما كانت الخلافات بينكم لا تسمحوا لأحد التسلل لعلاقتكم لأنّه لا يدرك ما قيمة تلك العلاقة , و الخلافات هي ملح الحياة كما يقولون ولكن انتبهوا ان تزيدوا الملح لانه يدمر القلب , و هناك مراكز اسرية للصلح و هناك عقلاء و وجهاء ابحثوا عنهم لتأخذوا النصيحة منهم , فنهاية اسرة يعني نهاية مجتمع و بناء اسرة جديدة يستغرق وقتاً فلا تهدموا بناءكم بأشياء تافهة .